منى القيم: سيرةُ قلمٍ يُغازلُ الجمالَ ويُصارعُ الذّاتَ

**منى القيم: سيرةُ قلمٍ يُغازلُ الجمالَ ويُصارعُ الذّاتَ** في حضنِ اللاذقية، حيثُ البحرُ يُناجي الجبالَ، وتتنسّمُ الروحُ عبقَ التاريخِ والأساطير، وُلدَتْ حكايةُ كاتبةٍ اختزنتِ الحربُ في وجدانها ألوانًا من الألمِ والجمال. إنّها منى سليمان القيم، ابنةُ سوريا التي احتضنتْها بيتُ مريّ اللبنانيّةِ ذاتَ صباحٍ، لِتُولدَ مع إشراقةِ شمسٍ لم تخلُ من غيومِ الحربِ الأهلية. هناك، في مدارسِ الضياءِ التي نهلتْ من نورِها، وترعرعتْ بين جدرانِ بيتٍ أرّقتهُ أصواتُ المدافعِ، لكنّهُ أصرَّ أن يزرعَ في قلبِها بذورَ الشعرِ والأمل.**طفولةٌ بين حنينين: سوريا تغفو في دمها، ولبنانُ يُربّي خطواتها.** درستْ في مدارسِ لبنانَ، وحفظتْ أوراقَها الفرنسيةَ كأنّها أغاني حبٍّ قديمة، لكنّ العربيةَ ظلّتْ لغتَها السرّية، وطنَها الذي يحرسُ أحلامَها. منذُ الصفِّ الخامسِ الابتدائيِّ، بدأ القلمُ يراقصُ كفَّها، تكتبُ بِبراءةِ طفلةٍ تبحثُ عن عالمٍ أجمل، نصوصًا تحملُ شيئًا من ضجيجِ الحربِ، وشيئًا من عطرِ الورودِ التي لم تذبلْ في حديقةِ قلبِها.**الجامعةُ: اللحظةُ التي انكسرَ فيها القفلُ.** رغم دراستِها اللغةَ الفرنسيةَ، إلّا أنّ الجامعةَ كانتِ المحطةَ التي انفجرَتْ فيها ينابيعُ الإبداع. هناك، أدركتْ أنّ الشعرَ ليس كلماتٍ تُنسجُ، بل هو روحٌ تُولدُ مرّتين: مرّةً في الأعماق، ومرّةً على الورقِ. أصدرتْ ديوانَها الأولَ “مُجبرٌ يا وردْ” عامَ 1999، إهداءً لصديقةٍ غاليةٍ، لكنّ الورودَ التي كتبتْها حينها ظلّتْ سرًّا بينها وبين الورقِ، حتى جاءتْ رياحُ 2018 لتحملَ قصائدَها إلى فضاءاتِ النشرِ الأولى.**الألقُ الأدبيُّ: حينَ يَعرِفُ العالمُ أنَّ للشمسِ ابنةً.** بَدَأَتْ رحلتَها الفعليّةَ مع النشرِ عبرَ منتدًى أدبيٍّ، ودخلتْ عالمَ المسابقاتِ كفارسٍ يُمسكُ بقلمٍ بدلَ السيفِ. فازتْ مرّاتٍ عديدةً بالمراكزِ الأولى في القصيدةِ والقصةِ والخاطرةِ، وأثبتتْ أنّ الشعرَ لغةٌ لا تحتاجُ إلا إلى قلبٍ يَنبضُ بالحقيقةِ. ثمّ جاءتْ الدواوينُ الإلكترونيةُ كحلقةٍ جديدةٍ في سلسلةِ عطائِها، فكان “علي العليّ” الأردنيُّ أوّلَ مَنْ احتضنَ كلماتِها، و”أساهي فريد” الذي حوّلَ حروفَها إلى جسرٍ بين القلوبِ.**اليومَ: تُناجي القصيدةَ كأنّها وطنٌ بديلٌ.** لم تعدْ منى القيمُ تلك الفتاةَ التي تكتبُ في الخفاءِ، بل صارتْ صوتًا أدبيًّا يُحاكي الألمَ والجمالَ بجُرأةِ مَنْ عرفَ معنى أن تُولدَ من رحمِ الحربِ. لها اليومَ عدةُ دواوينَ إلكترونيةٍ توثّقُ رحلةَ روحٍ لم تستسلمْ للغربةِ ولا للنسيانِ، وتُشاركُ نصوصَها في فضاءاتٍ عربيةٍ واسعةٍ، كأنّها تزرعُ بستانًا من الأملِ في أرضٍ عطشى.**مِنْ قلبِ اللاذقية، تُرسلُ للعالمِ رسالةً:** “أكتبُ لأنّ القلمَ هو اليدُ التي تُمسكُ بي حينَ أتعثّرُ. وأشكرُ كلَّ مَنْ جعلوا كلماتي تُضيءُ دربًا، أو تُبلسمُ جرحًا. فالشعرُ ليس حروفًا، بل هو لقاءٌ بين الأرواحِ.”

منى القيم سوريا – اللاذقية ١٨/٥/٢٠٢٥

Related Posts

هل الطلاق حل بقلم الكاتبة اللبنانية ملفينا ابومراد

هل الطلاق حل؟ لا يحدث الطلاق إلا بعد الزواج. للطلاق أسباب متعددة، ورغم قوة المرأة ، فإن الرجل يُعَّدُ لها سندًا كما هي له، حيث يتكامل دورهما في الحياة. لا…

شواطئ الحرمان بقلم الإيقونة ملفينا أبومراد من لبنان

شواطئ الحرمان**شوطئ الحرمان بالفكرتصبو لمد زاخر بالقدركم من جزر به مقتدرقد يكون بجزره الخفربمده قد نتعرض للخطرأم نصل لنجاح معتبرنطمح نرغب متحفذينلبر امان به جلال العبربالعبور خطر غبر مرئيان لم…

اترك تعليقاً