العانس للكاتبة اللبنانية ملفينا ابومراد

العانس

تفسير او تعريف كلمة عانس :حسب القاموس كلمة عانس للرجل و المرأة ، الذى او التي (كبر بالسن و لم يتزوج ).
حسب المفاهيم الاجتماعية الشرقية ، هذه الصفة تنسب للمرأة ، اما للرجل يقال لو بلغ التسعين لا يعيبه قد يتزوج ابنة العشرين .
الذكورية مسيطرة في مجتمعنا ، نتربى او تربينا على مفاهيم منها خاطئة ، كان في الماضي عندما تبلغ الفتاة العشرين من عمرها و لم تتزوج يقال لها عانس ، و اذا قدم احد لزيارة الاهل بنية الزواج من فتاة من هذه العائلة ، يختار الاصغر سنا ، بقوله (اربيها على يدي ) كذلك مفهوم خاطئ ، او يقول له الاب : لا ازوج الصغيرة قبل الكبيرة ، كأنه يخيره او تتزوج الكبيرة ؟ او لا نصيب لك عندي ؟هذا التدليل مفهوم خاطئ ايضا .
كان المنطق بالماضي اذا لن تتزوج البنت تصبح عانس ، تعلمها امها ، غزل الصوف و شغله ان على صنارتين او كروشيه ، اعمال التطريز ،حتى لا تبقى عالة على اخوتها و اخواتها ، كي لا تصبح خادمة لهم و لأولأدهم .
اليوم اختلفت المقاييس بالنسبة للعنوسة ، التى لا زالت موجودة في عقول المتخلفين حسب رايي و في مجتمعي .
الفتاة اصبحت تتعلم اكثر من الرجل حتى ، قد تطول مدة دراستها الى سن الثلاثين حسب الاختصاص .
مهما تقدم لها من طلاب القرب ،ترفض الزواج بقولها ساحقق نفسي اولا ( كي لا تكون عالة على زوجها فيتحكم بها ، الاستقلال المادي اصبح عرفا في مجتمعي )، و ما اكثر من طلاب القرب للمرأة المتعلمة و الناجحة ،مهما بلغت من العمر ، من مجتمعها الصغير و من زملائها و من معارفها، حتى و اصبح على مواقع التواصل الاجتماعي، الاخير قد يكون صحيحا، و قد يكون لتمضية وقت عله يحظى بما يبغيه و يبتغيه.التجربة تثبت صدقه من عدمه .
اليوم قد تبلغ المرأة الاربعين من العمر قبل ان تتزوج ، لم تعد تخضع لاختيار الاهل ، انما قد تقبل بنصيحتهم ،لم يعد مفهوم الاهل اذا لم تتزوج البنت البكر ؟ لا ازوج باقي اخواتها .
الانجاب لم يعد شرطا اليوم ، كثير من الازواج يتخلون عن فكرة اريد ولدا ليرث اسم العائلة ، التخلي عن مسؤولية الانجاب و التربية بالتحلي بحياة الحرية من دون قيود او روابط .
بنظر بعض الازواج اليوم : لِمَ الانجاب لنترك اولادنا يتعذبون كما نحن تعذبنا و نتعذب. بقائنا بهم واحد افضل .

بقلمي ✍️ملفينا توفيق ابومراد
لبنان🇱🇧
٢٠٢٤/١/٢١

Related Posts

قلبٌ حالم في زمن صعب بقلم يسار الحبيب

قلبٌ حالمٌ… في زمنٍ صَعْب! لم تكن معرفتي بأدباء وباحثي محافظة الحسكة ومدنها قبيل عام 1998م إلا من صفحات الكتب أو المجلات، يومئذٍ كنت أتمتم حروفي الأولى، في تجربة شعرية…

إلى رسول الله

بَانَتْ سُعَادُ فَأَشْرَقَتْ فِي الْقَلْبِ بُشْرَىوَمَا لِعُيُونِي بَعْدَهَا الصَّبْرُ أَوْ قَدْرَارَسُولُ الْهُدَى، بَحْرُ الْجَمَالِ وَرَحْمَةٌفَجَاءَتْ بِمَوْلُودٍ أَضَاءَ الدُّجَى نُورَاهُوَ الْبَدْرُ، لَكِنْ لَيْسَ يَأْفُلُ ضَوْءُهُوَلَا يَحْجُبُ الْغَيْمُ الْمُنِيرَ لَهُ سِتْرَا بِمَوْلِدِهِ…

اترك تعليقاً