تاج الجمال بقلم: “ضمد كاظم الوسمي”

تاج الجمال
*
لَمّا أَتى الْمَتْبولُ فَجْراً شَيْخَهُ
وَالشَّيْخُ يُبْدي لِلْأَنامِ زَواجِرا
*
يا شَيْخَنا ماذا تَرى في فاتِنٍ
صَلّى الصَّبا فَسَبى الْقُلوبَ وَهاجَرا
*
فَأَجابَهُ شَيْخُ الْهَوى مُسْتَفْهِماً
كَيْفَ الْفَتى تَرَكَ الدِّيارَ وَسافَرا
*
أَ لِخِلَّةٍ في طَبْعِهِ أَمْ غَرَّهُ
يَوْمَ اللِّقا تاجُ الْجَمالِ فَنافَرا
*
أَمْ أَنْتَ مَنْ تَرَكَ الْوِصالَ وَشَهْدَهُ
أَمْ كَنْتَ يَوماً في رِضاهُ مُكابِرا
*
أَمْ كُنْتَ مِنْ قَوْمٍ تُنابِذُ قَوْمَهُ
أَمْ كانَ مِنْ دِيْنٍ وَدِيْنُكَ آخَرا
*
يا شَيْخَنا ما ضَرَّ في دِينِ الْهَوى
إِنْ كانَ قَلْبي مُسْلِماً أَوْ كافِرا
*
يا أَيُّها الشَّيْخُ الْجَليلُ فَإِنَّني
ما كُنْتُ يَوماً في السُّؤالِ مُتاجِرا
*
بَلْ كانَ ظَنِّي أَنْ أَراكُمْ بَلْسَماً
ما دُمْتَ شَيْخاً لِلْخَواطِرِ جابِرا
*
بَلْ أَيْنَ فُتْياكَ الَّتي أَهْدَرْتَها
لَوْ شِئْتَ كانَتْ لِلْجَوانِحِ سامِرا
*
لا لَسْتَ مَشْفىً لِلْقُلوبِ مُداوِياً
كَلّا وَلا كُنْتَ الطَّبيبَ الْماهِرا
*
قَدْ جِئْتُكُمْ أَرْجُوْ جَواباً ناجِعاً
في أَمْرِ مَنْ صادَ الْجَنانَ وَغادَرا
*
فَرَمَيْتَني بِمَسائِلٍ لا تَنْتَهي
وَتَرَكْتَني بَينَ الْخَلائِقِ حائِرا
*
ضمد كاظم الوسمي
العراق
  • Avatar

    صحيفة نحو الشروق

    صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

    Related Posts

    أنفاس النبوءة

    سألتُكِ: أينَ تُخفينَ النبوءَةَ الـتيشقّتِ الحُبَّ في رأسي، وفي صدري؟قُلتِ: بلقيسُ ما زالتْ تُجَرّبنيولا تَخونُ قلبًا ما زالَ في السَّرِّما عندكِ هدهدٌ يروي الحكايةَ لي،لكنَّ ما في دمائكِ الآنَ من…

    الكتابة مرآة الذاكرة الذاكرة والكتابة للكاتبة ملفينا ابومراد

    الكتابة مرآة الذاكرة… بين الفهم والتفهيم الذاكرة والكتابة الذاكرة هي المحور، والكتابة هي الحوار. فكيف تكون الكتابة حوارًا؟الحروف التي تتكوّن منها كلماتنا، تثير الذاكرة، فتذودنا بما نريد كتابته. وكأنّ كل…

    اترك تعليقاً