أسرق لحظة بقلم: “نورالدين بنعيش”

أسرق لحظة
******
من العمرالهارب
أسرق لحظة !
أحلم فيها بمساحات
أحرقتني فيها فجأة
فلملمي بيديك رمادي
ومرغيني به
ثم انثري كلي جملة
على أعلى قمة في قلبك
قد سئمت يا سيدتي
الجلوس على قمم
يسهل السقوط منها
. فراغا بداخلي تركته
وبحرا ليليا صمته ولد
صيحة…
لم تسمعي صداها
لا أدري في أية محيطات
من محيطات ليلك
لم يصلها صوتي
وقد كنتِ
وكانت روحك تسبح زنبقة
فوق موج سكون صمتي
غافية في غلالة طويلة
ترتل شعرا ساحرا
يهدهد نسيم مسائك
لحنه ضايقني برهة !
فتضايقتُ مني !
من خلوتي !
من كل شيئ حولي..
نهضت أتوسل عيني
لو تذرف دمعة !
ثم مددت يدي الى السماء
متمنيا في سري
لو تواطأت معي
لو أرسلت إلي مطرة
لأجدك قربي مرتمية
على صدري عصفورة
مبللة…
أجفف ريشك بحرارة
عشقي
لكن ثمة هيهات نظرة
فارغة … !
اندست فيها حمى مجنونة
أثارت لدي ضجة
بالكاد أريد الكشف
عما خفي في عينيك
هذا الشيئ الذي وحد
البراءة والمؤامرة العشقية
العمق والسكون
فيك صدفة !
ويحي أعاجز أنا
إلى هذا الحد
عن مجاراة هذيان ربة شعري ؟
الذي اعتقلني
فتعلقت بتنانير حب
كالطحلب أطفو على سطح
الماء محطما
لقد عاد الحزن يتصاعد
من عمق قصيدي بغتة
فانحني على شعري
اقرئيني عبره
فهو من أجلك
ليس من أجلي
وضعي عليه بصمة
أو إن شئت قبلة
تجود بها شفتاك
تبعثرني …
فيذهب قلبي من طرف
صدري متلخبطا ..
ويجيئ إلى طرف صدرك
مرتعدا
بين نارين جشعتين
يطلق صرخة…
مثل مكوك حائك
يحيك لي ولك سعادة
ولحظات تمضيها معي
خلسة.
مثملة برحيق هواي
ومن ريق عشقي
ترتشفين جرعة…
نورالدين بنعيش