خبز كالحياة بقلم: “وليد.ع. العايش”

( خبز كالحياة )

مر القطار من هنا
زفرت رائحة خبز أمي
فتنهدت كغصن يابس
وكأنه مضرجا بثيابها
بلون عينيها ، وشعرها
هل تحركت شفتيها مع دخانه
أم أنها هطلت دموعا
من المزن الموشى بالياسمين
مختلفة هي ليلتي
ترتدي حجاب حياءها
وجلبابا يكسر هذا الظلام
ثم يغادر كطيور اللقلق
في سفر جلجامشي اللون
مر دون أن يستأذن العراب
ودون أن يرى راية الناطور
لعله أيضا انتشى بخبزها
فمشى ، شاكرا لتنورنا
لخبزنا ، لماءنا ، لدربنا
لحزننا ، لابتسامة ثغرنا
فضحك قليلا ، ثم بكى
ضج الحنين بمنكبي
بنيران دوافعي ، وروافعي
فانتحيت جانبا ، كالخبز
إن خرج من آتون الجمر
هل يخرج من جلباب الأنوثة
كل هذا الخمر ، هل يموت
الطريق في الطريق !!!
يا أيها الدرب الطويل
أمهلني ، ريثما تنجلي
من هذي السماء غيوم
العابر السرمدي بلونه
وحيدا هو ، كأنت ، وكما أنا
مازالت أمي هناك قرب تنورها
الخشبي ، ترفو ثوبي الأبيض
كي تداريني قبل أن
يأتي هذا الفجر ، وقبل أن يلد القمر
مر القطار من هنا فاهتز الرييع
جامحا ك حصان طروادة
وبقينا ساجدين في معبد
لا باب له لا نافذة ، لا صدى
فانتشى هو ، وانتشيت
ودون أن ندري ، بكينا معا
بينما الناطور يرفع الراية الحمراء …

وليد.ع. العايش
٧ / ١ / ٢٠٢١ م

  • Avatar

    صحيفة نحو الشروق

    صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

    Related Posts

    قلبٌ حالم في زمن صعب بقلم يسار الحبيب

    قلبٌ حالمٌ… في زمنٍ صَعْب! لم تكن معرفتي بأدباء وباحثي محافظة الحسكة ومدنها قبيل عام 1998م إلا من صفحات الكتب أو المجلات، يومئذٍ كنت أتمتم حروفي الأولى، في تجربة شعرية…

    إلى رسول الله

    بَانَتْ سُعَادُ فَأَشْرَقَتْ فِي الْقَلْبِ بُشْرَىوَمَا لِعُيُونِي بَعْدَهَا الصَّبْرُ أَوْ قَدْرَارَسُولُ الْهُدَى، بَحْرُ الْجَمَالِ وَرَحْمَةٌفَجَاءَتْ بِمَوْلُودٍ أَضَاءَ الدُّجَى نُورَاهُوَ الْبَدْرُ، لَكِنْ لَيْسَ يَأْفُلُ ضَوْءُهُوَلَا يَحْجُبُ الْغَيْمُ الْمُنِيرَ لَهُ سِتْرَا بِمَوْلِدِهِ…

    اترك تعليقاً