انثى برائحة البخور بقلم محمد هديش النجار

#أنثى_برائحة_البخور

دَعِي عَنكِ التَلاعُبَ بالشُعُورِ
وإظهَارِ المفَاتِنِ والسُفورِ

لأنِّي فِي الحَقِيقَةِ يَا فَتَاتِي
أخَافُ منَ المَآثمِ والشُرُورِ

وأخشَىٰ أن أقَارفَ أيَّ ذَنبٍ
فَأجزَىٰ بِالعَذَابِ و بالثُبُورِ

أنَا المخلُوقُ مِن طِينٍ ومَاءٍ
وأنتِ هُنَاكَ مِن وَردٍ وجُورِي

أذُوبُ إذَا رَأيتُ يَدَاً وخَدَّاً
فَكَيفَ إذَا بَدَا مَا فِي الصُدُورِ

تُذَوِّبُنِي النُهُودُ إذَا تَجَلَّت
وَقَد زَادَت شُمُوخَاً كَالقُصُورِ

أنَا المَمزُوجُ مِن يَمنٍ وشَامٍ
وعِشقِي جَاءَ مِن كُلِّ العُصُورِ

أنَا المُمتَدُّ مِن شَرقٍ لِغَربٍ
ومِن “عَدَنٍ” إلىٰ “جِسرِ الشُغُورِ”

أيَا امرَأةً تُرَوِادُ كُلَّ شَيءٍ
لَدَيَّ ، ولا تَكُفُّ عَنِ الغُرُورِ

ألَم أُخبِركِ يَومَاً أنَّ قَلبِي
تُؤثِّر فِيهِ رائِحَةُ البَخُورِ!!

ألا تَدرِينَ أنَّ دَمِي فَرِيْدٌ
“سَريعُ الإشتِعَالِ” مِنَ العُطُورِ

وأنَّكِ لَو مشَيتِ أمَامَ عَينِي
تُعِيدِينَ الحَيَاةَ إلىٰ قُبُورِي

وأنَّكِ لَو مَرَرتِ يُضِيءُ جِسمِي
كَمَا تَبدُو إشَارَاتُ المُرُورِ

وأنَّ بِدَاخِلٌي قَلبَاً ضَعِيفَاً
تُزَعزِعُهُ نَحِيلاَتُ الخُصُورِ

وأنَّكِ أنتِ وَحدَكِ فِي الصَبَايَا
مَزِيجُ الحُسنِ مِن إنسٍ وحُورِ

وأنِّي حِينَ تَبتَعِدِينَ عَنِّي
تَضِيقُ الأرضُ بِي ويَضِيعُ نُوري

أغَارُ عَليكِ مِن نَفسِي فَقُولِي:
فَدَيتُكَ يَا مُحَمَّدُ مِن غَيُورِ

ألا يَكفِيكِ أنَّكِ فِي فُؤَادِي
وأنِّي قَد كَتَبتُكِ فِي سُطُورِي

إذَاً فَتَقَدَّمِي نَحوِي قَلِيلاً
فَإنِّي قَد تَعِبتُ مِنَ العُبُورِ

ضَعِي شَفَتَيكِ فِي شَفَتِي لَعَلِّي
أجَرِّبُ مَرَّةً طَعمَ الخُمُورِ

ضَعِي عَينَيكِ فِي عَينَيَّ حَتَّىٰ
أطُوفَ خِلالَهَا كُلَّ البُحُورِ

أيَا مَملُوءَةً غُنجَاً وحُبَّاً
حَمَاكِ اللَّه مِن كُلِّ الشُرُورِ

تَضَوَّعَ نَهدُكِ القَمحِيُّ عِطرَاً
ليَطغَىٰ فَوقَ رَائِحَةِ الزُهُورِ

دَعي نَهدَيِك فَوقَ رُفُوفِ صَدرِي
كَمِصَبَاحَينِ مِن غيًّ ونُورِ

ولا تَتَحَرَّكِي بِهمَا كَثِيرَاً
لِكَي تَبقَىٰ الحُرُوفُ علىٰ السُطُورِ

لِكُلِ مُشَرَّدٍ فِي الأرضِ مَأوَىٰ
ومَأوَىٰ النَهدُ دَومَاً فِي الثُغُورِ

تَعَالِي عَانِقِينِي قَبِّلِينِي
بَلا خَوفٍ شَدِيدٍ أو نُفُورِ

“أحِبِّينِي بِلا عُقَدٍ” لِتَبقَىٰ
عَلاقَتُنَا بِلا أدنَىٰ فُتُورِ

وكُونِي ثَورَةً تَجتَاحُ قَلبِي
فَشَرعُ الحُبِّ يَقضِي أن تَثُورِي

تَعَالِي نَكتُبِ التَاريخَ ثَغرَاً
بِثَغرٍ مَزهَرِيٍّ مُستَدِيرِ

لنُحدِثَ فِي الهَوَىٰ رَقمَاً جَدِيدًا
بِمِقيَاسِ الدَقَائِقِ والشُهُورِ

ونَبقَىٰ فِي عِنَاقٍ مُستَدَامٍ
حَمِيمِيٍّ إلىٰ يَومِ النُشُورِ

نَمُوتُ بِهِ ونَحنُ نَضُمُّ بَعضَاً
ونُبعَثُ والصُدُورُ علىٰ الصُدُورِ

#محمد_هديش_النجار
#٥_١_٢٠٢١م

Avatar

صحيفة نحو الشروق

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

Related Posts

وحي ظلك بقلم يسار الحبيب

وحي ظلك ضع شهقتين على دروب قصيدتيلأسوس أســـراب الحــروف وأحـــذراأنا لسـت حـوذيَّ النــصوص، وإنــــماورّطتَ قلبي…. مـــذ عرفتــك أسـمراأنـا غــارق في النصّ أبحث عن غدٍمنذ امـــرئ القـــيس استـجار بقيصرايا آخــــر الأحــــزان…

فتيلٌ من بقايا نبي

صحيفة نحو الشروق

اترك تعليقاً