قصة قصيرة
“صمود”
كان العدو قدضرب حصارا على كتيبتنا من ثلاث جهات وبات من المتعذر وصول الامداد، كما ان الثغرة المتبقية لنا كانت عبر الجبال الوعرة والتي تمر بها الحمير بصعوبة..
مدفعية العدو وطيرانه لم يتوقفا عن القصف ، وعلى ضراوة القتال لم يتراجع فرد منا، كان الصمود هو شعار كتيبتنا منذ بدء الحرب قبل خمس سنوات كان الجرحى منا يتلقون الاسعافات الاولية وهم في مواقعهم وفيهم من فقد ذراعه او ساقه او الاثنين معا ولكنه ظل يقاتل بمعنويات عالية وروح قتالية مرتفعة كما أرتسمت ابتسإمة رضا على شفاه الشهداء الذين لم نتمكن من دفنهم لأحتدام المعارك الدامية التي كشر الموت فيها عن انيابه أيما تكشير..
كان الوقت هو مساء احد ايام الربيع ورغم ان الاشجار قد احترقت إلا ان بقع من العشب الاخضر ظهرت هنا وهناك وكان البدر لايزال يسطع في كبد السماء راسما أملا لأناس في مكان بعيد من هنا..
أدركت قيادة العدو أخيرا ان كل هذا الهجوم عبث فأمرت بالتراجع ولم يكن قد تبقى من كتيبتنا سوى فصيل.
بقلم / عادل الارياني