صرخة قدس بقلم ” براهيمي ياسمين”

تَتَبَتَّلُ صَرَخَاتُ الضَّمِير فتَعْلُو بِهَا الأوْطَان
وتَئِنُّ مِن القُدْسِ أنن الرُّوحِ والوِجْدَان
تُقْتَرَفُ الأَحْلاَمُ وَعَلَى عَجَلٍ تَكْسُوهَا دَبَابَاتُ العُدْوَان
وَيَسْقُطُ شَهِيدٌ فَيَلُفُهُ كَفَنُ عِزَّةٍ لَيْسَ كَباقِي الأَكْفَان
يُولَدُ رَضِيعٌ فتَنْتَزِعُه أُمُّه مِنْ بَينِ قِيَامَةِ الجُدْرَان
وَيُؤَذَّنُ لَه بِصَوْتِ رَصَاصَةٍ وَدَوِيٍّ تُبَارِكُه تَرَاتِيل القُرآن

فِي القُدْسِ…
يَغْفُو اليَاسَمِين عَلَى كَتِفِ الثَّوَرَات وَتَحِلُّ بِه الصّبَاحَات وَلاَ يَزَال
فِي القُدْسِ…
زَيْتُونَة وَحَمَائمٌ زَاجِلة ترتَحِلُ بِالأَفْنَان مُتَوَعِّدًة بِالسَّلاَمِ وَعَلَيْهِا السَّلاَم
فِي القُدْسِ..
القِبَابُ مَنْثُورَاتٌ فِي الجَوِّ تَتَرَبَّصُ بِهَا طَائِرَاتُ العَدُو وَكُلُّ القِبَابِ تَسْقُط إِلاَّ قُبّةُ الأَقْصَى شَامِخَةٌ كَالأَعْلاَم
فِي القُدْسِ..
بَرَاعِمُ طُفُولَةٍ وَضَحِكَاتٌ تَرْنُو كَأَنَاشِيدِ انْتِصَارَات فَإِذَا الْتَفَتَّ إِلَيهَا ضَحِكَت قَائِلَة : هِي بِالذَّات
فِي القُدسِ..
أَرْوِقَةُ لَيْسَتْ كَالأَرْوِقَة وَبَيْنَ ضَوَاحِيهَا نِزَارِيٌّ يُرَدِّد

غَدًا سَيُزْهِرُ اللَّيمُون.
وَتَفْرَحُ السَّنَابِلُ الخَضْرَاءُ وَالزَّيتُون..
وَتَضْحَكُ العُيُون..

وتَتَفَتحِين يَا زَهرة المَدَائِن
وَتَتحَرَرينَ مِن زرد السَلاَسِل

يَا دَامية الكَفّين والعَينَين
فِي خلجانك ثَائِرٌ لاَ يَرْكَع
وَدَرْب الصَّامِدِين أَبَدًا لاَ يَقْشَع
والشَّعْبُ بَاقٍ
والنَّصرُ آتٍ
وَأُمُّكِ فَلَسطِين الأَبِيَّة

_براهيمي ياسمين


 

Avatar

صحيفة نحو الشروق

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

Related Posts

فتيلٌ من بقايا نبي

صحيفة نحو الشروق

الغدر للشاعرة اللبنانية ملفينا ابومراد

الغدر**الغدرُ سيفٌ لا يُرى في قبضَةٍيُخفي ويَجرح، لا نُميّزُ مقرَّهُ نخشى الخيانةَ في العيونِ، فإنّهاسرٌ يُدارُ، ولستَ تدري مفرَّهُ يَجرح، يُضني، يَقتلُ الأحبابَ فيصمتٍ، فتَبهَتُ في العيونِ ممرَّهُ ضَحايا الغدرِ…

One thought on “صرخة قدس بقلم ” براهيمي ياسمين”

  1. Hey! This post couldn’t be written any better! Reading through this post reminds me of my previous room mate! He always kept chatting about this. I will forward this article to him. Fairly certain he will have a good read. Thank you for sharing!|

اترك تعليقاً