إلى الحبيب

إلى الحبيب


شعر/د. عبد الولي الشميري


شَوْقِي إليكَ تَبَسُّمٌ وَبُكاءُ
والحُبُّ خَوْفٌ، والوِصالُ رَجاءُ

والعاشِقُونَ إلى مقامِكَ رَكْبُهُمْ
ضَاقَتْ بِهِ البَيْداءُ والرَّوْحاءُ

تَتَزاحَمُ العَبَراتُ بَيْنَ جُفُونِهم
يتسَابَقُ الآبَاءُ والأَبْنَاءُ

رُوحِي فِدَاكَ وما أَتَيْتَ من الهُدَى
أنتَ الهُدى، والنُّورُ، أنتَ الماءُ

ولأْنتَ بين جَوانحي وجوارحي
روحي، فِدَاكَ النَّاسُ والأشياءُ

لَمّا رأيْتُكَ في المَنامِ تَقُودُني
رُفِعَ الغِطاءُ وزالتِ الظَّلماءُ

ما لِلفؤادِ سِوى الوِصالِ يُريحُه
فالبُعْدُ داءٌ والوِصالُ دَواءُ

الدَّمْعُ تَرويحُ النُّفوسِ وأَدْمُعِي
جَمْرٌ حَواهُ القَلْبُ والأَحْشاءُ

أنا مِن أُسارَى الحُبِّ فيكَ وإِنَّما
قَالوا تُثِيرُ غَرامَهُ حَوّاءُ

لَيْتَ العَواذلَ في هَواكَ تَقَاسَمُوا
حُبِّي لَقالوا: ما نَقُولُ هُراءُ

فَلْيَشْهَدِ الثَّقَلانِ أنِّيَ مُبْتَلًى
والحُبُّ فيكَ مَدى الزَّمانِ شِفاءُ

مَنْ لا يُحِبُّ (مُحَمَّدًا) فَفُؤادُهُ
بَيْنَ الضُّلُوعِ الصَّخْرَةُ الصَّمَّاءُ

قُمْ يا حبيبَ اللهِ إنَّ خُيولَنا
فُرسانُها الأقزامُ والجُبَناءُ

وانْظُرْ لِقَومِكَ في الحَضِيضِ تَمَرَّغُوا
واسْتحكَمَ الطَّاغوتُ والسُّفَهاءُ

والرَّاكِضُونَ على الخُيُولِ سُيوفُهُمْ
لِلْقَيصَرِ العُمَلاءُ والحُلَفَاءُ

والقُدْسُ مَسْرَاكَ المُطَهَّرُ وَاجِمٌ
وَبَنُوهُ تَحْتَ جِدارِهِ أُسَراءُ

للهِ نَلجأُ ساجِدينَ لِنَجْدَةٍ
أَبِغَيْرِهِ يَسْتَنْجِدُ الضُّعَفاءُ؟

  • Related Posts

    الصبر بقلم الكاتبة والأديبة اللبنانية ملفينا ابومراد

    الصبر كم قيل في الصبر من المحاسن، حتى في الكتاب المقدس، حيث يُعدّ الصبر من ثمار الروح، ومن علامات الرجاء والإيمان .ففي رسالة القديس بولس إلى أهل رومية (8:‏25)، يقول“لَكِنْ…

    وحي ظلك بقلم يسار الحبيب

    وحي ظلك ضع شهقتين على دروب قصيدتيلأسوس أســـراب الحــروف وأحـــذراأنا لسـت حـوذيَّ النــصوص، وإنــــماورّطتَ قلبي…. مـــذ عرفتــك أسـمراأنـا غــارق في النصّ أبحث عن غدٍمنذ امـــرئ القـــيس استـجار بقيصرايا آخــــر الأحــــزان…

    اترك تعليقاً