إلى بغداد

إلى بغداد


شعر/د. عبد الولي الشميري


 أَيَقْتُلُنِي بِجَهْلِهِمُ رِفاقِي؟
وَيَحْرُقُنِي سَعِيرُ الانْشِقَاقِ؟

لِمَنْ أَشْكُو العُرُوبَةَ فِي دِمائِي
وَمَنْ فِي الأَرْضِ يَشْهَدُ مَا أُلاقِي؟

لَحَا اللهُ الحَيَاةَ وَسَاكِنِيها
وتَبًّا كلَّ أَجْيالِ النِّفاقِ

أَبِاسْمِ العَدْلِ نُشْعِلُها حُرُوبًا؟
وَبِاسْمِ العَدْلِ تَنْفَجِرُ المَآقِي؟

 (وَلِلْحُرِّيَّةِ «السَّوْدَاءِ» بَابٌ)
مِنَ البُرْكانِ يَعْصِفُ بِالعِراقِ

تُحَرِّرُها الأعاجمُ مِنْ بَنِيها
وهولاكو الجديدُ أبو المَحاقِ

يَدُكُّ اليَوْمَ «لِلنُّعْمانِ» دَارًا
بَناها الذِّكْرُ مِنْ رِيشِ البُرَاقِ؟

لَتَنْتَحِرُ الكَنائِسُ فِي حِماها
وَتَلْتَهِبُ المَساجِدُ فِي احْتِرَاقِ

وَهَارُونُ الرَّشيدُ وَهَلْ يَرَاهَا
حَدَائِقَهُ تُمَزَّقُ وَالسَّواقِي

تُديرُ الحربَ إسْرائيلُ حَتَّى
لِخِدْمَتِها نَصِيرُ عَلَى سِباقِ

لأجْل النَّفْطِ لَا بُورِكْتَ نَفْطًا
وَخَيْرٌ مِنْكَ أسْنِمَةُ النِّياقِ

 إِلَى «بَغْدادَ» آنَ لِكُلِّ حُرٍّ
يَقُولُ غَدًا مَعَ الفَجْرِ انْطِلاقِي

وَأكْتُبُ مِنْ دَمِي خَلَجَاتِ قَلْبِي
وَإنْ بَلَغَتْ بِيَ الرُّوحُ التَّراقِي

«ولِلأَوْطانِ فِي دَمِ كُلِّ حُرٍّ»
حُقُوقٌ لا تُضَيَّعُ بِالفِراقِ

وَيَوْمَ أمُوتُ يَا وَطَنِي لِتَحْيَا
أَلَذُّ إِلَيَّ مِنْ طِيبِ العِناقِ

ولِلأَعرابِ يا وَطَنِي وَداعًا
فَكَمْ قَتَلُوا وَكَمْ شَدُّوا وَثَاقِي!!

وَهُمْ فِيهَا أذَلُّ مِنَ الصَّبَايَا
فَبَلِّغْهُمْ أَيَا وَطَنِي طَلاقِي

  • Related Posts

    قلبٌ حالم في زمن صعب بقلم يسار الحبيب

    قلبٌ حالمٌ… في زمنٍ صَعْب! لم تكن معرفتي بأدباء وباحثي محافظة الحسكة ومدنها قبيل عام 1998م إلا من صفحات الكتب أو المجلات، يومئذٍ كنت أتمتم حروفي الأولى، في تجربة شعرية…

    إلى رسول الله

    بَانَتْ سُعَادُ فَأَشْرَقَتْ فِي الْقَلْبِ بُشْرَىوَمَا لِعُيُونِي بَعْدَهَا الصَّبْرُ أَوْ قَدْرَارَسُولُ الْهُدَى، بَحْرُ الْجَمَالِ وَرَحْمَةٌفَجَاءَتْ بِمَوْلُودٍ أَضَاءَ الدُّجَى نُورَاهُوَ الْبَدْرُ، لَكِنْ لَيْسَ يَأْفُلُ ضَوْءُهُوَلَا يَحْجُبُ الْغَيْمُ الْمُنِيرَ لَهُ سِتْرَا بِمَوْلِدِهِ…

    اترك تعليقاً