الطّير الذي نزحا شعر/د. عبد الولي الشميري

الطّير الذي نزحا


شعر/د. عبد الولي الشميري


مَنْ لِقَلبٍ عاشِقٍ جُرِحَا
لَمْ يَعُدْ لِلوصلِ مُنْشَرِحا

لَمْ يَعُدْ بِالسَّيْفِ مُتَّشِحًا
عَنْ مَرَاسِي حُبِّهِ جَنَحَا

صَامِتٍ فِي لَيْلِهِ وَضُحَى
طَالَمَا في غُصْنِهِ صَدَحَا

قَلِقٍ فِي القَيْدِ مَا بَرِحَا
يَعْشَقُ الطَّيْرَ الذِي نَزَحَا

وَاحَةُ الأشْجَانِ بَيْنَ دَمِهْ
تَقْتُلُ الألْحَانَ دُونَ فَمِهْ

جَفَّ نَبْعُ الشِّعْرِ في قَلَمِهْ
واللَّظَى يبكي على أَلَمِهْ

كَمْ سَرَى واللَّيْلُ فِي ظُلَمِهْ
لا يَرَى الإصْبَاحَ مِنْ عَدَمِهْ

سَاهِمٌ وَلْهَانُ مِنْ سَقَمِه
كَعْبَةُ الأَحْزَانِ فِي حَرَمِهْ

كُلَّمَا بَرْقُ الدُّجَى لَمَعا
هَاجَ فِي تِذْكارِهم وَلَعا

يَسْألُ الرَّكْبَ الذِي رَجَعَا
مَا عَنِ السَّاري وَمَا صَنَعَا

هَلْ رَأيْتمُ نَجْمَهُ طَلَعا
أَمْ تَرَاءى البَدْرُ أَوْ سَطَعا

لَيْتَ عَرَّافَ الحِمَى نَفَعَا
أو نعاه الرَّكْبُ يَوْمَ نَعَى

 أيْنَ قَبْلِي هَاجَرَ الأُدَبا؟
أَيْنَ بَعدِي يَمَّمَ الغُرَبا؟

لَمْ تَعُدْ صَحْرَاؤنا عَرَبا
لَمْ نَعُدْ في نَخْوةٍ وَإِبَا

وإذا مِحْرَابُنا انتَصَبا
دَمَّروا أَرْكانَهُ إِرَبا

وَاكْتَوَيْنَا بِالنَّوَى لَهَبَا
وَافْتَرَقْنَا كَافَترَاقِ سَبَا

يَا نَدِيمِي لَمْ نَعُدْ حَرَسا
لَمْ نَعُدْ فِي عَصْرِهِم جُلَسَا

كَمْ سَرَيْنا فِي الدُّجَى غَلَسا
مستحيل أن نرى قبسا

 مأتمٌ سمّوا لنا عُرُسا
مُنْذُ صيَّادُ الفَلاةِ أَسَا

قَتّلُوا الأطْفَالَ والبُؤَسا
سقط المرؤوسُ والرُّؤَسا

 لا رعى اللهُ الذي رَقَدا
عَنْ بُلوغِ المَجْدِ وَانْفَرَدا

يَوْمَ جُنْدُ الظَّالِمينَ بَدَا
وَبَنى لِلبَغْيِ مَا وَعَدا

ذَلَّ مَنْ غَنَّى وَمَنْ قَعَدا
ضَلَّ مَنْ عَادَى وَمَنْ عَبَدَا

كُلُّنَا مِنْ خَوْفِهمْ قَعَدا
وَإِلى أَدْيَارِهِمْ سَجَدَا

  • Related Posts

    الصبر بقلم الكاتبة والأديبة اللبنانية ملفينا ابومراد

    الصبر كم قيل في الصبر من المحاسن، حتى في الكتاب المقدس، حيث يُعدّ الصبر من ثمار الروح، ومن علامات الرجاء والإيمان .ففي رسالة القديس بولس إلى أهل رومية (8:‏25)، يقول“لَكِنْ…

    وحي ظلك بقلم يسار الحبيب

    وحي ظلك ضع شهقتين على دروب قصيدتيلأسوس أســـراب الحــروف وأحـــذراأنا لسـت حـوذيَّ النــصوص، وإنــــماورّطتَ قلبي…. مـــذ عرفتــك أسـمراأنـا غــارق في النصّ أبحث عن غدٍمنذ امـــرئ القـــيس استـجار بقيصرايا آخــــر الأحــــزان…

    اترك تعليقاً