العاذلون فداك

العاذلون فداك


شعر /د. عبد الولي الشميري

القلبُ بين رَشادِهِ وهَواكِ
مُتَقَلِّبُ العَزَماتِ مِثْلَ خُطاكِ

والقلبُ مُذْ فَتَكَتْ به عيناكِ
زُفَّتْ جَنَازتُهُ إلى صَرْعاكِ

ما كان يَحْسَبُ مُقْلَتَيْكِ خَنَاجرًا
ومَقَابِرَ العُشَّاقِ حَوْل حِمَاكِ

رُدِّي عليه مِنَ الفُؤادِ سُرُورَهُ
واكسيه نَشْرَ الوَصْلِ من رَيَّاكِ

فاللَّيلُ دُونَكِ مُتْعَبٌ مُتَجَعِّدُ الـ
وَجَناتِ مَنْسُوجٌ مِنَ الأَشواكِ

والبَحرُ قد هَجَرَ الشَّواطِئ وانْطَوَى
لَمَّا جَفَتْهُ مِنَ الرُّؤَى عَيْنَاكِ

تَتَنَاحَرُ الأمواجُ في أحْشَائِهِ
شَوقًا فَسُبْحانَ الَّذي سَوَّاكِ

ما لِلقُلُوبِ وَقَدْ تَلَظَّاهَا الجَوَى
قَصُرَتْ عن الإبصَارِ في مَعْنَاكِ

فَتَّشْتُ بَيْنَ مَعَاطفِي عن لَثْمَةٍ
بَقِيتْ غَداةَ الوَصْلِ إثرَ لَماكِ

فَإذا بِوِجْدانِ البَرِيَّةِ قُبْلَةٌ
مَنْقُوشَةٌ رَسَّامُهَا شَفَتَاكِ

وإذا جَبينُ العِشْقِ فِي وَجَناتِهِ
قُبلاتُنا تَبكي إلى ذِكْراكِ

حتَّى المَحاريبُ الّتي خَضَّبْتُها
دَمْعًا تُنَازِعُنِي إلى لُقْيَاكِ

مَا كانَ يَقْتادُ الفْؤَادَ مُكَبَّلًا
مِنْ آسِرٍ في قَيْدِهِ إلَّاكِ

لِلنَّاسِ إنْ جَهِلُوا الحَقَائِقَ شَأْنُهمْ
في اللَّوْمِ، كُلُّ العاذِلِينَ فِداكِ

  • Related Posts

    أنفاس النبوءة

    سألتُكِ: أينَ تُخفينَ النبوءَةَ الـتيشقّتِ الحُبَّ في رأسي، وفي صدري؟قُلتِ: بلقيسُ ما زالتْ تُجَرّبنيولا تَخونُ قلبًا ما زالَ في السَّرِّما عندكِ هدهدٌ يروي الحكايةَ لي،لكنَّ ما في دمائكِ الآنَ من…

    الكتابة مرآة الذاكرة الذاكرة والكتابة للكاتبة ملفينا ابومراد

    الكتابة مرآة الذاكرة… بين الفهم والتفهيم الذاكرة والكتابة الذاكرة هي المحور، والكتابة هي الحوار. فكيف تكون الكتابة حوارًا؟الحروف التي تتكوّن منها كلماتنا، تثير الذاكرة، فتذودنا بما نريد كتابته. وكأنّ كل…

    اترك تعليقاً