عودةُ تائبٍ في ليلةِ العيدِ _شعر _حمودة سعيد محمود

عودةُ تائبٍ في ليلةِ العيدِ

************

كلُّ الخلائقِ تحتمي بحماكا

من ذا سيغفرُ يا إلهي سواكْ ؟

هذا الفقيرُ وقد أتاكَ بتوبةٍ

فارأفْ بعبدٍ ما لهُ إلاكا

قد راحَ يقترفُ الذنوبَ مباهيًا

ما ظنَّ يومًا أنَّه يلقاكا

لو كانَ يعلمُ أنَّ فضلَكَ واسعٌ

ما راحَ بتًّا يجتنى الأشواكا

***

باللهِ قلْ لي يا إلهي ما الذي ؟

جعلَ القلوبَ جميعَها تهواكا

هل كانَ يمرحُ في الخطيئةِ حتَّما ؟

أعمى الفؤادَ بغيِّهِ فعصاكا

ما انفكَ يلهو بالذنوبِ كغيرِهِ

حتَّى أتاهُ الآتي من منفاكا

فإذا بعبدِكَ للصلاةِ إمامها

رحماكَ يا – ربَّ الورى – رحماكا

***

يا ربُّ هذا قدْ أتاكَ وها أنا

أزدادُ شوقًا لا أريدُ هلاكا

أنا دائمُ العثراتِ حاشا أنَّني

أبكى عليها راجيًا يمناكا

لو كنتُ أعلمُ ما الجنانُ ؟ وما بها ؟

ما حادَ مثلى عن ضياءِ هداكا

لكنَّ إبليسَ اللعينَ هوى بنا

حتى أضلَّ بخبْثِهِ النسَّاكا

جعلَ الذنوبَ حديقةً وكأنَّهُ

في وسعِهِ أن يطفئَ الأفلاكا

يا ربُّ قلْ لي ما صنيعي عندما ؟

أبقى بعيدًا عن جمالِ حماكا

***

باللهِ قلْ لي يا إلهي من أنا ؟

حتى تنالَ خطيئتي مرعاكا

إنِّي الضعيفُ وقد طلبتُ هدايةً

من فيضِ نورٍ مخَّضتْهُ يداكا

كلُّ العبادِ بقضِّهم وقضيضِهم

يستنسخونَ العفوَ من مجراكا

يا ربُّ إنْ لمْ تستجبْ لهدايتي

من ذا سيهديني إلى مرماكا؟

يا ربُّ فاصفحْ هفوتي وخطيئتي

إن الرضا هو أنْ أنالَ رضاكا

يا ربُّ واغفرْ فالعيونُ كما ترى

دمعتْ لكيما تحتمي بحماكا

——————————–

شعر / حمودة سعيد محمود

الشهير بحمودة المطيري

Avatar

صحيفة نحو الشروق

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

Related Posts

الكتابة مرآة الذاكرة الذاكرة والكتابة للكاتبة ملفينا ابومراد

الكتابة مرآة الذاكرة… بين الفهم والتفهيم الذاكرة والكتابة الذاكرة هي المحور، والكتابة هي الحوار. فكيف تكون الكتابة حوارًا؟الحروف التي تتكوّن منها كلماتنا، تثير الذاكرة، فتذودنا بما نريد كتابته. وكأنّ كل…

الذاكرة والضمير (ضمير الإنسان) للكاتبة ملفينا ابومراد.

الذاكرة والضمير(ضمير الانسان ) تعني كلمة “ضمير” ـ وَفقًا لـ”مُعجم المعاني الجامع”: استعدادا نفسيّا لإِدراك الخبيث والطيب من الأعمال والأَقوال والأَفكار، والتفرقة بينها، واستحسان الحَسن واستقباح القبيح منها. ويُقصد بـ”الضَّمير…

اترك تعليقاً