يحفها البلور بقلم: عبد الباسط عبد السلام القاسم الصمدي

يحفها البلور
عبدالباسط الصمدي أبوأميمه
اليمن

درب مشيناه كلما مللنا الإنتظار
نعانق الفرح مرة لكل المرات
و نعانق الجنون مرتين
و كلما مررنا بحقول القمح
نلقي نظرة من نافذة الكلمات
و لا نلقي المعاذير

لست بطبيب جراح
أنا المهندس الذي كتب الشعر
بأناقة جديدة مثل البنيان
و تركت كلاماته علاماتها
حتى على محيطات الجان
لقد رسمنا من الأحجار بيوتا
يظللها السحاب المنخفض
و يلفها الفرح ليلا و ليل
و أسواقا يحفها البلور
كتاباتي أنا أرسمها عن قصد
تتشابه و تتشابك مثل البنيان
كل كلمة أنا كتبتها
وجدت الفرح بلا موعد
و كل كلمة خبأتها بصدري
لأجل الحب تلوم صبري
لا يدرون أني لأجل الحب
أخذت من خطوط القلب خطا
و كتبت به الشعر
و قبل أن يذبل الشريان
شققت الإبتسامة وسط الحجر
و اخفيت كتاباتي
بحنايا قلب امرأة من مصر
يعرفها قلبي و تعرفني
و لا يدرون بأني لأجل الحب
ابحرت ليال مع الأمواج
و قبل أن يغلق الليل علي بابه
انتظرت الصبح في سواكن
و من نظرة و قت الشروق
ربحت الحب و لم أخسر قلبي
قد عشقنا لوقت طويل
و كصب الخرسانة
تحت الماء صببنا الحب
و بآحلى القوافي
كتبنا على الحجر
و لقد غلقت على الدنيا الأبواب
و شربت من بحر بلا أمواج
كي لا تقول تلك التي
عينيها آحلى عيون
و معيار جمال في لبنان
بأن أبا أميمة بالتاريخ أميا
نحن الذين ابتدينا المشوار
ركبنا البحر في صحوة الفجر
و حاملات الحب تجري
كالسفن من شريان إلى شريان
و قبل أن يطغى الماء
كسرنا الأمواج
و تركنا البحر في هيجان

سكنا من الجزر التي
لم يسكنها حتى الجان
و بنينا مدنا من الطين
يحفها الماء و يلفها ورق الشجر
و بإتجاه عكس دوران عقارب الساعة صعدنا بالبنيان

عبدالباسط عبدالسلام قاسم الصمدي _ اليمن

Related Posts

قلبٌ حالم في زمن صعب بقلم يسار الحبيب

قلبٌ حالمٌ… في زمنٍ صَعْب! لم تكن معرفتي بأدباء وباحثي محافظة الحسكة ومدنها قبيل عام 1998م إلا من صفحات الكتب أو المجلات، يومئذٍ كنت أتمتم حروفي الأولى، في تجربة شعرية…

بغداد عاصمة الثقافة والفنون على موعد مع حدث موسيقي استثنائي

تشهد بغداد يوم الثلثاء الاول من نيسان حفلاً مميزًا من موسيقيين العالممع الاوركسترا الفنلندية العربية على المسرح الوطنيو التي ستقدّم من خلاله مجموعة من أشهر الأغاني و المقطوعات الموسيقية لمؤلفينَ…

اترك تعليقاً