” عازف الآهات : بقلم الشاعر : ضمد كاظم الوسمي ”

عازف الآهات
*
أَوّاهُ يا عازِفَ الْآهاتِ أَوّاهُ
نَبْضُ الْجَوى وَحَديثُ الرّوحِ مُضْناهُ
*
كَيْفَ الْمَعازِفُ وَالْأَوْتارُ تُطْرِبُني
إِذا الْبَنانُ مِنَ الْأَوْداجِ حِنّاهُ
*
يا سارِقَ النَّومِ ذا سُهْدي يُباهِلِكُمْ
فَاللَّيْلُ يَحْكُمُ وَالنَّجْماتُ تَرْضاهُ
*
لَكَمْ تَلَوْتُ بِوَهْجِ الشَّمْسِ قافِيَتي
يَومَ اسْتَظَلَّتْ بِنَعْشِ الشِّعْرِ نَجْواهُ
*
وَمَرَّ في خاطِري ذِكْرى تَعارُفِنا
حَتّى تَدانَتْ مِنَ الأَضْلاعِ عِطْفاهُ
*
مِنَ النِّياطِ إِلى الْحُلْقومِ غَرْغَرَةٌ
كَمِ احْتِواها التَّلاقي في زَواياهُ
*
وَالْقَدُّ تُلْهِمُني لَيْلى سُلافَتِهِ
مِعْراجَهُ ‘ الرُّوْحُ قَبْلَ الْجِسْمِ تَرْقاهُ
*
كَأَنَّ ما بَيْنَنا الْأَيّامَ تُطْفِئُهُ
مَسْجورَ بَحْرٍ مِنَ الْأَشْواقِ خُضْناهُ
*
وَتُغْرِقُ الْحُلُمَ الْهانيْ زَوابِعُهُ
وَيَهْتَري عَهْدُنا ذاكَ الْكَتَبْناهُ
*
حَفِظْتُ وِدَّ الَّذي قَدْ خانَ جانِحَتي
أَنْساهُ وَالْعَيْنُ دونَ النّاسِ تَرْعاهُ
*
يا راقِيَ الصَّبِّ تَكْفيني شَهادَتُهُ
مَنْ يَسْلُبُ اللُّبَّ كَيْفَ الْقَلْبُ يَسْلاهُ
*
في الْحانِ أَبْقى هَجوداً في مَفاتِنِهِ
وَيَومَ آذَنْتُهُ تَصْطَكُّ أُذناهُ
*
خَضَّبْتُ كَفَّكَ لَمّا السَّوطُ عانَقَني
إِن تَفْتَريْهِ فَهذا الْجُرْحُ مَأْواهُ
*
قالوا الصَّبابَةُ شَهْدُ الثَّغْرِ يُورِقُها
فَقُلتُ وَاللَّحْظُ تُرْديني شَظاياهُ
*
أَرْضى إِذا كُنْتُ مِنْ هِجْرانِهِ دَنِفاً
أَوْ يَرْتَضيني هَواهُ بَيْنَ قَتْلاهُ
*
ظَنَّ الْغِرارُ بَأَنَّ الْوَصْلَ أُحْجِيَةٌ
دونَ الْفِراقِ وَما ظَنَّوهُ أَغْراهُ
*
مَنْ كانَ قابيلُ في الْقُرْبانِ رائِدَهُ
أَنّى عَلى الْبابِ يا هابيلُ تَلْقاهُ
*
سَلُوا غُرابَ الْخَوالي عَمَّ يَفْعَلُهُ
عَلَّ الزَّمانَ يُواري بَعْضَ سَوْآهُ
*
يا قَيْسُ فِيْمَ الْهَوى يُبْقِيْكَ ناطَرَهُ
قَدْ عادَتِ الْيَومَ كَالْعُرْجونِ لَيْلاهُ
أَسْرَرْتُ غِلَّكَ يا مَنْ سِرُّهُ شَكَسٌ
بَيْني وَبَيْنَكَ في الْأَسْرارِ أَللهُ
*
ضمد كاظم الوسمي
العراق


 

المحرر الصحفي: عوض خلف عوض

المحرر الصحفي: عوض خلف عوض

مراسل صحفي في صحيفة نحو الشروق مدير في شركة سياحية

Related Posts

الكتابة مرآة الذاكرة الذاكرة والكتابة للكاتبة ملفينا ابومراد

الكتابة مرآة الذاكرة… بين الفهم والتفهيم الذاكرة والكتابة الذاكرة هي المحور، والكتابة هي الحوار. فكيف تكون الكتابة حوارًا؟الحروف التي تتكوّن منها كلماتنا، تثير الذاكرة، فتذودنا بما نريد كتابته. وكأنّ كل…

الذاكرة والضمير (ضمير الإنسان) للكاتبة ملفينا ابومراد.

الذاكرة والضمير(ضمير الانسان ) تعني كلمة “ضمير” ـ وَفقًا لـ”مُعجم المعاني الجامع”: استعدادا نفسيّا لإِدراك الخبيث والطيب من الأعمال والأَقوال والأَفكار، والتفرقة بينها، واستحسان الحَسن واستقباح القبيح منها. ويُقصد بـ”الضَّمير…

اترك تعليقاً