هل يموت الحب.. بقلم :محمد زيادو

هل يموت الحب

في غيابهم ليس علينا سوى النسيان ولكن كيف لذاكرة امتلأت بهم أن تنسى يقول البعض أن نجعل غيابهم والموت سواء هذه فاجعة لايمكن للعقل والقلب تحملها والفاجعة الأكبر هي حين نوهم أنفسنا بأنهم ماتوا ونشيع جثمان ذواكرنا وتأتي بهم الصدفة لنلتقيهم مجددا فنحن هنا نقيس المسافة بين الحياة و المقابر بأن نسمع أحاديث تلاشت عبر نافذة الذكريات … فنحن وضعنا الموت و الحب في ميزان واحد و جعلنا منهما متساويان في كل شيئ فهذا ينتهي فجأة و الثاني ينتحر إن لم نحيا من أجله ..و الاثنين لا يحدث مرتين ..و لكننا لم نعد نحترم الموت و تلاشى معه احترامنا للحب إذا هل يموت الحب وهل يحيا الموت أقف حائرا وأقول لكل من كتب قبلي الموت لا يحيا والحب لايموت والذاكرة لاتفقد ساكنيها إلا إذا أخذها الجنون ليس في إمكان أحد الادعاء أنه يتحكم في ذكرياته، ولا هو يحتاج إلى أن يبحث عنها في الزوايا خلف عنكبوت الزمن، هي التي تتحكم فيه.. وهي التي تبحث عنه حين تشاء …
أن تنسى شخصاً أحببته لسنوات لا يعني أنك محوته من ذاكرتك، أنت فقط غيّرت مكانه في الذاكرة، ما عاد في واجهة ذاكرتك، حاضراً كل يوم بتفاصيله، ما عاد ذاكراتك كل حين، غدا ذاكرتك أحياناً، الأمر يتطلب أن يشغل آخر مكانه، ويدفع بوجوده إلى الخلف في ترتيب الذكريات إن مافي الداخل لم يكن محض صدفة بقدر ماكان واقع …. قدري وما بالداخل يظل بالداخل لا يتمسكه النسيان ولكن يقل الاستحضار وماعلينا سوى الاقتناع بالأمر الواقع والتعايش معه فإن أخذهم الغياب سنتمنى النسيان.

Avatar

صحيفة نحو الشروق

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

Related Posts

سيماء رمي العقال والشماغ في الثقافة العربية القبلية بقلم فرج الحسين

سيماء رمي العِقال والشماغ في الثقافة العربية القَبَلية:للعقال وغطاء الرأس سواء كان شماغاً (يشمراً) أحمراً أو غترة بيضاء أهمية كبيرة في الثقافة العربية والموروث الشعبي العربي لأن اليشمر والعقال يحتلان…

سورية لا تخافي سلمان له وقفه

يا سعودي يا فخرنا، يا عِزنا ويا مجدنايا وهج صبحٍ سرى، ما غيرك بعيني سنا من سلالةْ من جدوده ما تخلّى عن وفافزعةٍ لا هبّت الدنيا، وقف ما قد جفا…

اترك تعليقاً