الانتصار الأعظم بقلم الكاتبة بسمة مزوز

الإنتصارُ الأعظمْ

عندما تؤرقكَ النّغزاتُ المتكرّرة من أقربِ الناس إلى قلبك، وعندما في كل مرة تجتاحك رغبة جمة كي تنتقم لنفسك فتوجعهم مثلما أوجعوك كي تهدأ أنفاسك المبعثرة…
ستجد نفسك تصارع الألم ومحاولة رد الاعتبارات المتكررة التي باءت بالفشل كل مرة، ليس ضعفا منك، بل محبة لهم متجذرةُ فيكَ لا تحسنُ اقتلاعها…
عند محاولتك لفعل ذلك، سوف تتعب كثيرا وقد يصل بك الأمرُ إلى الهروب من مواجهة نفسك واقتلاع أولئك الناس السمّ، الذين تعوّدْتَ عليهم منذ بداية خليقتك على أنهم الترياق،
ومع آخر نغزة، وآخر صفعة يوجهونها إليك، سيموتون الموت الأبدي، أو بكل صدق، أحاسيسك تجاههم هي التي ستموت، وسيأخذ الموت مباشرة مسلكه إلى الجذور التي عشَّشَتْ داخلك،
وستموت تلك الخلايا العصبية التي نشأت في دماغك عنهم، وفجأة سوف لن تشعر بهم ويصيبك التبلّد ناحيتَهم، وذلك هو الانتصار الأعظم، وذلك هو الانتقامُ المبينْ لمن أرهقَهم الإحساسُ المفرط و الخيبات العاطفية. وسيضحى رد الاعتبار الوحيد و الأوحد أنهم أصبحوا من دون مأوى في مملكتك، و عادوا مشردين مثلما كانوا.
بقلم بسمة مزوز/ الجزائر

Avatar

صحيفة نحو الشروق

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

Related Posts

قلبٌ حالم في زمن صعب بقلم يسار الحبيب

قلبٌ حالمٌ… في زمنٍ صَعْب! لم تكن معرفتي بأدباء وباحثي محافظة الحسكة ومدنها قبيل عام 1998م إلا من صفحات الكتب أو المجلات، يومئذٍ كنت أتمتم حروفي الأولى، في تجربة شعرية…

إلى رسول الله

بَانَتْ سُعَادُ فَأَشْرَقَتْ فِي الْقَلْبِ بُشْرَىوَمَا لِعُيُونِي بَعْدَهَا الصَّبْرُ أَوْ قَدْرَارَسُولُ الْهُدَى، بَحْرُ الْجَمَالِ وَرَحْمَةٌفَجَاءَتْ بِمَوْلُودٍ أَضَاءَ الدُّجَى نُورَاهُوَ الْبَدْرُ، لَكِنْ لَيْسَ يَأْفُلُ ضَوْءُهُوَلَا يَحْجُبُ الْغَيْمُ الْمُنِيرَ لَهُ سِتْرَا بِمَوْلِدِهِ…

اترك تعليقاً