صحوة أُسُودبقلم الشاعر حمزة عبد الجليل


وَقُلْ لِتِلْكَ التِي تَوَشَحَتْ رِدَاءَ الحِدَادِ

أَنَّ رَبَّـكِ مَوْجُودٌ وَأُسُـودُكِ فِي الـبِلادِ.

وَكَفْكِفِي دَمْعَ الحُرَّةِ مَا قَـدْ آنَ نُزولُهُ

وَخَيْمَةُ الحُرَّةِ عَـمِيقَةُ الأُسُسِ وَالأوْتَادِ.

وَسَلِي سَاحَ الوَغَى كَمْ جَرَفَتْ سُيُولُهُ

رِقَابَ الأَنْـذَالِ بِسَيُوفِ خِـيرَة الأجْـنَادِ.

النُوفَمْبَرِيُّ مَا حَادَتْ عَنِ العِزِّ مُيُولُهُ

أَلْفُ أَلْفِ شَهِـيدٍ وَنَيْفٌ بِشَهَادَةِ الأَشْهَادِ.

بَلْوَانَا فِي فَاسِدٍ إنْ عَقَدَتْ العَزْمَ فُلُولُهُ

أَنْ تُعِيدَ مَعَاصِمَنَا إلَى القَهْرِ وَالأَصْفَادِ.

قَدْعَقَدْنَا عَزْمًا أَنْ تُجْتَثَّ بِالحَقِ ذُيُولُهُ

وَأَنْ نُلْبِسَ “فَرَنْسَا” غَيْظًا لِبَاسَ الحِدَادِ.

إسْتَيْقَظَ الشَعْبُ أُخْتَاهُ وَ تَـبَـدَّدَ خُمُولَهُ

وَأَشْرَقَـتْ شُمُوسُ الـعِزِّ وَمَجْـدُ الأَجْدَادِ.

وَقَامَ الشَّارِعُ إِذْ يَرُومُ شَبَابُهُ وَكَـهُولُهُ

بِتَنْحِـيَّة كُـلِّ خَائِـنٍ وَإِسْقَـاطِ كُـلِّ جَـلاَّدِ.

إِذْ هَبَّتْ عَـلَى سَخَاءِ الجَنُوبِ شَمُولُهُ*

فَتَسَرَّجَتْ لِشُمُوخِ شَعْبٍ صَافِنَاتِ الجِيَادِ.

هَذَا اللّيْثُ الـذِي نُهِبَ بِغَـدْرٍ بِتْـرُولُهُ

يُعِـيدُ خَيْـرَاتِهِ وَمِـيـرَاثَ فَـلَـذَاتِ الأكْـبَادِ.

تَشَتَّـتَ عَـقْـلُ اللّبِيبِ وَ ضَلَّتْ حُلُولُهُ

مِنْ سَـيْرِ حَشْـدٍ مَهُولِ العُـدَّة وَالأَعْـدَادِ.

أُعْتِقَ القَضَاءُ وَسًرّْجَتْ للحَقِّ خُيُولُهُ

فَقُطِعَتْ يَـدُ طَحْكُـوتٍ بِحَزْمٍ وَيَـدُ حَدَادِ.

أَذْهَـلْنَا الوَرَى وَعْـيًا حَتَى بَدَا ذُهُولُهُ

*للضَّرِيـر وَفَرَّقْـنَا بَيْنَ الحَاقِـدِ وَالوِسَـادِ.

لَسْنَا نَنْصَاعُ لِمَنْ رَسَا هُنَاكَ أُسْطُولُهُ

وَسَلُوا مَنْ كَتَبَ (قَسَّمًا) بِدَمِهِ لا بِالمِدَادِ.

لَيْلُ الهَنَاءِ يَا بِنْتَ أُمٍّ أُرْخِيَّتْ سُـدُولُهُ

رَغْمَ أَنْفَ الشَّامِتِ فِينَا وَأُنُوفِ الحُسَّـادِ.

….

* شَمُولَهُ/ الشَّمول ريح تَهُبُّ من الشمالِ.

_____(د/حمزة عبد الجليل)______

Avatar

صحيفة نحو الشروق

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

Related Posts

قلبٌ حالم في زمن صعب بقلم يسار الحبيب

قلبٌ حالمٌ… في زمنٍ صَعْب! لم تكن معرفتي بأدباء وباحثي محافظة الحسكة ومدنها قبيل عام 1998م إلا من صفحات الكتب أو المجلات، يومئذٍ كنت أتمتم حروفي الأولى، في تجربة شعرية…

إلى رسول الله

بَانَتْ سُعَادُ فَأَشْرَقَتْ فِي الْقَلْبِ بُشْرَىوَمَا لِعُيُونِي بَعْدَهَا الصَّبْرُ أَوْ قَدْرَارَسُولُ الْهُدَى، بَحْرُ الْجَمَالِ وَرَحْمَةٌفَجَاءَتْ بِمَوْلُودٍ أَضَاءَ الدُّجَى نُورَاهُوَ الْبَدْرُ، لَكِنْ لَيْسَ يَأْفُلُ ضَوْءُهُوَلَا يَحْجُبُ الْغَيْمُ الْمُنِيرَ لَهُ سِتْرَا بِمَوْلِدِهِ…

اترك تعليقاً