تعدد الزواج بقلم “الحاج نورالدين أحمد بامون”

تعدد الزواج
الزَّوَاجُ تُعَدِّدُ بِشُرُوطٍ و أَحُكَّامَ أيها الرجل
إِنْ تَزَوَّجَتْ فَأَنْصَفُ وَبَيْنهُنَّ أَعِدْلَ
فَحُكْمُ التَّعَدُّدِ المساوات و مِيزَان الْعِدْلِ
فَالزَّوَاجُ نَصِيب بِشَرَعَ اللَّهُ بِشُرُوطِ مُحَلِّلِ
صَاحِبُهُ ذُو بَصيرَة وَدِرَايَةَ بِتَعَقُّلِ
فَأَسْتَعِدُّ لِشَدَّةِ الْعَوَاصِفِ حَتَّى لَا تَجْهَلُ
لِلْجَدِيدَةِ لَا تَنْحَازُ وَلِلْقَدِيمَةِ لَا تَهْمِلُ
وُكِنَ صَابِرُ بَعْدَ أَنْ تَسْتَأْذِنَ و تَتَّصِلُ
حَازِمَا وَاضِحُ التَّصَرُّفِ بِدُونَ أَنْ تَخْجَلَ
كُنَّ فَارِسَا مَنْ عَلَى جوَادِهِ لَا يَنْزَلُ
وَفِي الْمَيْدَانِ وَقُورَا مَهَابِّ مُتَرَجِّلِ
وَلِإِدَارَةِ الْبَيْتِ بِحُنْكَةِ الْمَوَاهِبِ يَصْقَلُ
وَلَا تَسْمَحُ بِالْفِتَنِ وَلَا لِلشَّرِّ أَنْ يَتَغَلْغَلَ
وَلَا تَرَكُّنُ لِلْوُهُنِ وَلَا تَسْمَحُ لَهُ أَنْ يَتَوَغَّلَ
وَأَسْعَى لِلرَّاحَةِ بَعْدَ كُلُّ جُهْد فَلَا تَتَمَلْمَلُ
وَأُعْطِيَ الْجَسَدُ حَقَّهُ قَبْلَ أَنَّ يَنْهَارُ وَيَفْشَلُ
وَأَحْذَرُ مِنْ مِكَرِّهِنَّ فَتُسَقَّى مِنْ كَأْس الْحَنْظَلِ
فَغَيْرَةُ الْأُنْثَى مُنْذُ الْقَدَمِ صنعة بَاقِيَةٍ لَا تَزِلُّ
وَالدَّهَاءُ مِنْ شِيَمِهِنَّ عِنْدَ الْغَيْظِ لِكَيْ تَرْحَلَ
وَالتَّرَفُّعُ مِنْ تَصَنُّعِهِنَّ فَكُنَّ حَذَرٌ وَبِهِ لَا تَقَبُّلُ
وَالرَّغْبَةُ طَبَعَهُنَّ وَهُنَّ يَتَمَنَّعَنَّ لِكَيْ مِنهَا تَزْعَلُ
لِتُلَاقِيكَ بِحَلَاَوَةِ طَبْعِ بَعْدَ تَصَنُّعِ غَضَبٍ حَتَّى تَتَدَلَّلَ
عَذْبَةُ اللِّسَانِ وَقْتَ اللُّزُومِ بِلِينِ الْحَديثِ تسرتسل
كَنَّ ذُوفَطِنَةٍ وَكِيَاسَةِ فَسُوقِ النِّسَاءِ ستَارٌ لَا يَسْدَلَ
صرَاخُ وَعَوِيلُ وَنُوَاحُ تَسْبِيقِ عِرَاكِ وَجَدَلِ
لِتُكَوِّنُ الضَّحِيَّةُ عَنِ الْحَاجَةِ وَلَوَجُهَ الْحَيَاءُ تَغْسِلُ
صَعْبَةُ الرِّضَا وَالْمَنَالِ حَتَّى تَرُشُّ بِمَاءِ الذَّهَبِ وَتَشْلَلْ
فَلَا تشتاط غَضَب لِتَحْرِمُ وَتَطْلَقَ وَبَعْدهَا تَضْطَرُّ لِتُحَلِّلُ
فَالزَّوَاجُ مَدْرَسَة حَيَاةٍ، فَلَا تَتَسَرَّعُ بِالْحُلُولِ وَتَتَعَجَّلُ
إِمَّا دَوَامَ وَصَبِرَ أَعوَامِ قَبْلَ أَنْتَضْجَرَ وَمِنْ عُشِّهِنَّ تَرْحَلُ
فَأَتَّقِي اللَّهَ فِي نَفْسكَ وَفِيهُنَّ قَبْلَ أَنْ تَحَاسُبٌ وَتَسْأَلُ
وَأَسَالَ اللَّهُ الْعَلِيِّ الْقَدِيرِ مِنْ إِلَيْهِ التَّضَرُّعَ وَالتَّوَسُّلَ
فَالزَّوَاجَ لَيْسَ لعبةُ بِيَدَ صَبِيَّةٍ تُرْمَى وَتَسْتَبْدِلُ
فَإِنَّمَا مَوَاثِيق مَوَدَّةِ وَرحمةِ وَسَعَادَةِ طَوِيلَةِ الْأَجَلِ
بقلم الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون ___ ستراسبورغ فرنسا
Avatar

صحيفة نحو الشروق

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

Related Posts

فتيلٌ من بقايا نبي

صحيفة نحو الشروق

الغدر للشاعرة اللبنانية ملفينا ابومراد

الغدر**الغدرُ سيفٌ لا يُرى في قبضَةٍيُخفي ويَجرح، لا نُميّزُ مقرَّهُ نخشى الخيانةَ في العيونِ، فإنّهاسرٌ يُدارُ، ولستَ تدري مفرَّهُ يَجرح، يُضني، يَقتلُ الأحبابَ فيصمتٍ، فتَبهَتُ في العيونِ ممرَّهُ ضَحايا الغدرِ…

اترك تعليقاً