حب الوطن

يمثل الوطن الهوية والانتماء ،لطالما تلقينا ذلك منذ الصغر ، وطني وطني غالي الثمن ،كبرنا وتشربنا من أمجاد البطولات، التي حققها أجدادنا ، الثورة التحريرية ،كانت النموذج الفعلي لتضحيات شملت النفس والنفيس ، من أجل نيل الحرية ، التي ننعم بها الآن ،حرية لم تكن يوما ،بالشيء اليسير، بل كانت نتاج ، لتضحيات جزام ، فجرت من رحم بشاعة، ماخلفه الاستعمار ، في بلادنا الجزائر ، ليكون بيان الفاتح من نوفمبر 1954 ،حجر الأساس ، لتفجير ثورة، ضلت خالدة لأجيال عديدة، وصيتها لازال مدويا ،الى اليوم ، وتعد من أعظم الثورات في العالم ، دامت سبعة سنوات ،واتخذتها معظم الشعوب، التي عانت من ويلات الاستعمار، خير مرجع في سبل وأسس الكفاح، لتثمر بعد ذلك على الاستقلال، وطرد أكبر قوة استعمارية آنذاك.

وعليه فالإخلاص للوطن، ميزة الشرفاء ،فلنكن خير خلف لخير سلف ، من تكون غايتهم الأسمى ، هو خدمة وطنهم، في جل الميادين، والحفاظ على أمنه واستقراره ،وتعزيز دوره وفعاليته ، ورفع شعار التحدي ،للارتقاء به ،في مصاف الدول العالمية.

وكون حب الوطن من الايمان ،وهذا جل ما استقيناه من خير الأنام رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام ، حين علّمنا حبّ الوطن إذ قال: (ما أَطْيَبَكِ من بلدٍ! وأَحَبَّكِ إليَّ! ولولا أن قومي أَخْرَجُونِي منكِ ما سَكَنْتُ غيرَكِ) ، وكذلك يعد الدفاع عنه فرض عين والمساهمة في تطويره واجب، كل هذه الأمور يجب أن يدركها ، كل فرد ينتمي الى الجزائر ، وأن يؤمن بها ايمانا راسخا ، وأن يكون منهجه الذي ينهجه في حياته وسبيله الذي يقتدي به ، وأن يكون وطنيا مستعدا للتضحية بروحه ، شعاره في ذلك أضحي بروحي من أجل أن يعيش هذا الوطن حرا مستقلا كريما.

نسيمة عايش من باتنة ، الجزائر.