. والكل فاني بقلم: “هاشم السهلاني”

. والكل فاني
. *********
ركبَ العمرُ متاهاتِ الزمانِ
. حائراً يبحثُ عن برِّ الأمانِ
ناثراً أعوامَهُ _ من سفهٍ_
. في دروبٍ أُثقلتْ بالهذيانِ
سادراً في غيّهِ لا يرعوي
. غارقاً في الإثمِ حدَّ الغثيانِ
عبرَ الموجَ بلا أشرعةٍ
. بين قاصٍ من أمانيهِ وداني
كلما لاحتْ له سانحةٌ
. ركبَ الصعبَ إليها لا يواني
لا يرىمنها سوى مايبتغي
. فهيَ في عينيهِ روضٌ ومغاني
ينسجُ الأحلامَ منها كلما
. أرهفَ السمعَ لشدوٍ وأغاني
لاهياً والعمرُ يجري عبثاً
. وغروراً طافحاً بالعنفوانِ
تأكلُ الأيامُ من أيامهِ
. وهو في دوامة من هذيانِ
شربَ الكأسَ إلى آخرها
. لم يدعْ للغدِ شيئاً في الدنانِ
وارتوىمن خمرهاحتى انتشى
. زاهداً بالحورِ أو خمرِ الجنانِ
لم يُفقْ من لهوهِ إلا وقدْ
. أسفرَ الفجرُ بفوديهِ لراني
وتلاشتْ صبوةٌ في دمهِ
. عصفتْ بالحلمِ في ماضي الزمانِ
هدأتْ نيرانُ شوقٍ جامحٍ
. لم يدعْ للحلمِ قولاً بلسانِ
هربتْ أحلامهُ شاحبةً
. وتوارتْ من لياليهِ الأماني
وبدتْ صحراؤهُ عاريةً
. ليسَ فيها واحةً تسعفُ عاني
فرأى من بـعدِ يأسٍ أنهُ
. خسرَ العمرَ كخسرانِ الرهانِ
ورأتْ عيناهُ أحلامَ الهوى
. شمعةً من شدّةِ الريحِ تعاني
في صراعٍ كلما أشعلها
. أملٌ أطفأها ذلُّ الهوانِ
وصحا يسألُ عن أحلامهِ
. فرآها فنيتْ والكلّّ فاني
صحوةٌ جاءتْ ولكنْ بعدما
. نزفَ العمرُ كما ينزفُ قاني
. *********
. (هاشم السهلاني )
Avatar

صحيفة نحو الشروق

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

Related Posts

على متن القطارات

بسام العبدالله قطارُ العمرِ مضى، والضوءُ في أفقٍيُلوّحُ الودعَ.. والأرواحُ في شُرُفِ مررْتُ بالبصرةِ الأولى.. فكم وجَعٍعلى الأرصفةِ الذكرى بلا طَرَفِ وفي الموصلِ الغنّى، تهاوى نخلُهاكأنّهُ الحلمُ قد طارَ من…

احتفاء باليوم الوطني للفنان ، نظم قطاع لولاية جيجل فعاليات عديدة تحتفي بالفنانين و المثقفين في مختلف دروب الابداعبداية الاحتفالات كانت بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية حيث نظمت أصبوحة فكرية أثثها…

اترك تعليقاً