أخلع الوشاح كفاح؟ بقلم: “محمد نورالدين المبارك الريحاني”

*أخلع الوشاح كفاح؟*
…………….
قالت بلسان الحكمة و الافصاح
أبدا اطمأنّ القلب فاستراح
بين شروق الزّيف… للمساء
وغروب البسمة من وجه الصّباح
ثم أردفت قائلة وفي الحلق مرارة الحسرة القاتلة
لقد هشّموا قلب الزّجاج
بزوابع المكر العجّاج
فسال الدّم من الشّفاه….وأنّة الجراح
وما استقام الاعوجاج
وما اسراحت الأمواج
فلعنوا القدر… واستنكروا حكمة الرّياح
فقلت لها بلسان صدق…. شبّ على الحقّ و الكفاح
صدقت القول يا ستّ الملاح
وها قد أكلوا رغيفا من يد السّخاء
وشربوا مزّة زلال من كأس الوفاء
حتى اذا ما شبعوا وتنعّموا
وزال عطش الأكباد والضّمأ ارتوى
تعالت أصوات الشّتائم
كنهيق الحمير و البهائم
وتناسوا أهل الفضل وحرف الثّناء
تلعثم اللسان عند الهجاء ….
واغترب مهاجرا معروف المديح
وانقلب التّلوين.. وللالتباس نذالة أجناس
ضباب كئيب كأنّه مسحة غربة
على وجه الحبيب الذّبيح صرنانرى
وقيل لنا….هل فعلا ألجموا البوح
وصلبوا على جذع النخلة ….الروح
وغدروا بالكلمة ….فلذة كبد المسيح ؟
فقلت لهم …الروح منزّهة ياسادة
وأبدا يشقى الجوهر الكامل ….
ولن يمحى البنان وان قطّعت الأنامل
و من المحال يصلب طير الروح الفصيح
وانّى للخفافيش العمياء أن ترى المكر
وغرب الأبصار قد أعماه القذى ….
وتناست الالباب الذّكر…ولم تدّكر
واغرورقت عيون النّدامة…ومات الفكر
و سال الدّمع دماء….
وطفح على الخدود القيح
وهدّت أكتاف المساكين
تحت أقدام السّلاطين…. وبطش الأمراء
فهل خلع الوشاح كفاح؟
ام زيّن للنّاس ….حبّ المذلّة والانبطاح
……ريحانيات
بقلمي الأديب المفكر والشاعرالتونسي
الاستاذ محمد نورالدين المبارك الريحاني
Avatar

صحيفة نحو الشروق

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

Related Posts

الكتابة مرآة الذاكرة الذاكرة والكتابة للكاتبة ملفينا ابومراد

الكتابة مرآة الذاكرة… بين الفهم والتفهيم الذاكرة والكتابة الذاكرة هي المحور، والكتابة هي الحوار. فكيف تكون الكتابة حوارًا؟الحروف التي تتكوّن منها كلماتنا، تثير الذاكرة، فتذودنا بما نريد كتابته. وكأنّ كل…

الذاكرة والضمير (ضمير الإنسان) للكاتبة ملفينا ابومراد.

الذاكرة والضمير(ضمير الانسان ) تعني كلمة “ضمير” ـ وَفقًا لـ”مُعجم المعاني الجامع”: استعدادا نفسيّا لإِدراك الخبيث والطيب من الأعمال والأَقوال والأَفكار، والتفرقة بينها، واستحسان الحَسن واستقباح القبيح منها. ويُقصد بـ”الضَّمير…

اترك تعليقاً