رسالة إلى …….اللّيل بقلم: “وردة بوعفار”

**رسالة إلى …….اللّيل.
يا ليل لا تبرح مباهجنافنحن هنا طيوف
من عالم الأحزان يُنكرُنا الفرح
ويفر منّا الضّحك والوهج ويذبحنا المطر
ونعيش أهات تجول
نحن المجانين نعيش لا أسم لنا
لا تاريخ ميلاد..لاشمس تُشرق علينا لا أحبّة
آفاق أحلامنارمادْ
تلك البحيرات الرواكدُ في العيون السّاهرة
ولنا الحكايا الصّامتة
النارّ فيها والإتّقاد
لهب مثار بلا رماد
نحن اليتامى في الشعور, ذوو الألوان الباهتهْ
الهاربون من الجميع إلى الألم
النّائمون في حضن العدم
الميّتون من الندمْ
نحن ملوك الحبّ والترف بلا ليل نحن
على الورق نمنا و بؤسنا بشرف
سكننا القصور ..مرحنا..ضحكنا..فرحنا..جثث قبور
قُتِل الشعور….تبدّد في العراء
لا ربيع يأتي في خريف اللّيل
نحياه خفية عن الحياةْ. …موت
نحياه …. ونمسح آثار البنفسج في حقول البكاءْ
ما الفرح حين يهدى ما ضحك العيون ما معنى حواء؟
يا آدم جفّف دموع أنثى لتبحر فيها إليك
ارجع خطاكَ,تأمّل طريقا فتحت شوقا يديك
نحن مجرّد ذاكرة خرقاء بيضاء بلا صور بلا شعور
هكّرها البخل وصارت أسيرة لديك
ما قولُك ياليل وليل غدك ….كاليوم بلاضمير
كالضّيف الثقيل سيأتي بشحّ كبير
ونود لو يدرك أننّا لاننام ولاحاجة لنا بسرير
يسعى إلينا دربه ويخوننا كالآخرين
يعاقب نومنا البائس ويلقيه في مدخنة الأنين
نقيَّد بااللّيل والنّهار ونحن لم نشغل عمرا ولم نك من
المتثائبين.ّ
لو أن أبواب قصرك تفتح الآن
سآتيك بأغاني كّتبت على هوانا
سنسير اللّيل كلّه دون صوت من خطانا
ننام ننام ننام ننام مليء جفون الأحلام..سننام..
ويلفُّ جثّتنا الظلام
لأوّل مرّة منذ تاريخ اللّيل والأنام
لا أرق لا ذكرَى لا ليل آثم
وهكذا الجنونْ يكون
عتمة و سكون
هروب و رحيل
بعد صدمة حزن وحياة تستحيل
اقرأ ياليل رسالتي
فإنّا نرفض الموت عفوا النّوم كالآخرين….
وردة/ب
Avatar

صحيفة نحو الشروق

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

Related Posts

أنفاس النبوءة

سألتُكِ: أينَ تُخفينَ النبوءَةَ الـتيشقّتِ الحُبَّ في رأسي، وفي صدري؟قُلتِ: بلقيسُ ما زالتْ تُجَرّبنيولا تَخونُ قلبًا ما زالَ في السَّرِّما عندكِ هدهدٌ يروي الحكايةَ لي،لكنَّ ما في دمائكِ الآنَ من…

الكتابة مرآة الذاكرة الذاكرة والكتابة للكاتبة ملفينا ابومراد

الكتابة مرآة الذاكرة… بين الفهم والتفهيم الذاكرة والكتابة الذاكرة هي المحور، والكتابة هي الحوار. فكيف تكون الكتابة حوارًا؟الحروف التي تتكوّن منها كلماتنا، تثير الذاكرة، فتذودنا بما نريد كتابته. وكأنّ كل…

اترك تعليقاً