“رُبَّ وَخْزةِ خَيرٌ مِنْ رَبْتَةِ” بقلــــم: “تامــر إدريـــــس”

“رُبَّ وَخْزةِ خَيرٌ مِنْ رَبْتَةِ”
بقلــــم: تامــر إدريـــــس
الحياة ليست دائما وردية، هادئة، لطيفة، ناعمة بل في كثير من الأحيان تكون حالكة، مضطربة، قاسية، شائكة؛ تتبدل بنا من حال إلى حال وما ذاك بعقاب أبدا؛ فأمر المؤمن كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له..
“ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب حتى الشوكة يشاكها إلا رفع بها في درجاته وحط عنه بها من خطاياه” أو كما قال (صلى الله عليه وسلم) ، ومصداقا لقول الله تعالى : “وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) _ سورة البقرة..
وقوله تعالى أيضا : “أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142)” _ سورة آل عمران..
فالبلاء أو الابتلاء سنة كونية يصيب الله به من يشاء من عباده اختبارا واصطفاء وليس بالضرورة أن يكون عقابا لأن الله تعالى إذا أحبَّ عبدا ابتلاه وإنَّما الأجر على قدر المشقة..
الصبر أعظم مراتب الإيمان ولشدته على النفس فقد تكفل الله سبحانه بجزائه وحده بما يوفي الصابرين حقهم حيث يقول سبحانه في محكم كتابه: “قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۗ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ ۗ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ (10)” _ سورة الزمر..
فيا أيتها الأم الثكلى، ويا أيتها الزوجة المترملة، أيا أيها اليتيم والمسكين وذا الحاجة الضعيف، أيا أيها الجريح والمريض والعاجز بشراكم جميعا ولنعم ما قدمتم في سبيل ربكم ولنصرة دينكم، إن الوعد قريب وإن الجزاء لعظيم؛ فطوبى لمن قدَّم لنفسه معروفا وعمل ليوم تشخص فيه الأبصار..
” أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ” __ البقرة 214..
لا تجزع ولا تهن فإنَّما هي جولة وليس للشر مهما طال أمده أن يدوم؛
“إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ” _ هود 81
  • Avatar

    صحيفة نحو الشروق

    صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

    Related Posts

    الكتابة مرآة الذاكرة الذاكرة والكتابة للكاتبة ملفينا ابومراد

    الكتابة مرآة الذاكرة… بين الفهم والتفهيم الذاكرة والكتابة الذاكرة هي المحور، والكتابة هي الحوار. فكيف تكون الكتابة حوارًا؟الحروف التي تتكوّن منها كلماتنا، تثير الذاكرة، فتذودنا بما نريد كتابته. وكأنّ كل…

    الذاكرة والضمير (ضمير الإنسان) للكاتبة ملفينا ابومراد.

    الذاكرة والضمير(ضمير الانسان ) تعني كلمة “ضمير” ـ وَفقًا لـ”مُعجم المعاني الجامع”: استعدادا نفسيّا لإِدراك الخبيث والطيب من الأعمال والأَقوال والأَفكار، والتفرقة بينها، واستحسان الحَسن واستقباح القبيح منها. ويُقصد بـ”الضَّمير…

    اترك تعليقاً