القُدْسُ تَحْتَ: “أحمد جنيدو”

القُدْسُ تَحْتَ القِيْدِ
شعر: أحمد جنيدو
القُـدْسُ تَـحْـتَ القِـيْـدِ نَامَتْ تَـرْسِـفُ.
دَمُـهَـا النَّـقِـيُّ مِنَ النَّخاسـَةِ يُـرْشَـفُ.
وبِـرُوْحِـهَـا الـعَـذْرَاءِ يَـنْـكَـحُ فَاجِـرٌ
والـعَـاهِـرُ المُـدْرَارُ أَمْـسَـى يَغْـرفُ.
والـكَـاذِبُ الأَفَّــاكُ يَـبْـكِـي حُـلْـمَـهَـا
فِي المَـكْـرِ أَعْـمَـى أمَّـةً يَـتَـفَلْـسَـفُ.
فِـي ذَبْـحـِهَـا بَـاعَ الـعُـرُوْبَــةَ خَـادِمٌ
فِي مُـوْتِـهَـا خَـلْـفَ الخَـنَـا يَـتَـثـقَّـفُ.
هَـذِي الـجـَّرَيْـحَـةُ والكَـرِيْمَةُ قُدْسُـنَا
أَرْضُ الـقِـيَـامَـةِ بَـأْسُــنَـا يَـتَـخَـلَّـفُ.
كَـانُــــوا هُـنَـاكَ يُـبَـارِكُـوْنَ زَوَالَـنَـا
نَـحْـنُ الـوِلَادَةُ والنِّـهَـايَـةُ تُـوصِـفُ.
يَـتَـنَـاخَـبُـوْنَ كُـؤُوْسُـــــهُـمْ دَمَـوِيَّـةٌ
والـشَّـارِبُـوْنَ مَحُـوا طُقُوْساً تَكْشِـفُ.
الـقُـدْسُ أَرْمَـلَـــــةٌ وَ كُـلُّ رِجَـالِـنَـا
في الحِيْضِ صَارُوا جِيْفَةً لَا تُسْرَفُ.
الـقُــدْسُ عـــذْرَاءُ الـتُّـرَابِ نَـقِـيَّـــةٌ
هَا مَـرْيَــمُ الـعُـمْـرَانِ بَـاتَـتْ تُـنْـتَــفُ.
فَـالـحُـرُّ يَـعْـرَى فِي النِّـضَـالِ لِدَرْبِهِ
والجـوْعُ فِي الأَطْـفَـالِ قُـوْتاً يَخْـطِفُ.
القُـدْسُ نَـائِـمَـةٌ عَـلَـى أَوْجَـاعِـنَـا
تَـرْمِـي المَـنَـادِيْـلَ الحَـزِيْـنَـةَ تَذرِفُ.
فِي عِـشْــقِـهَـا المَـوَّالُ يَـنْـشِـدُ حُـزْنَهُ
والمُـوْتُ فِي جُـلِّ المَصَائِبِ مُنْصِفُ.
مَـازَالَ حُـلْـمٌ فِي الرِّضَـاعَـةِ مُـلْـهِـماً
رُغْـمَ الـنَّـوائِـبِ رُغْـمَ حُـلْـمٍ يَـنْـزِفُ.
جَـلْـجِــلْ لِـصُـوْتِ اللهِ فِي أَعْـمَـاقِـنَـا
إِنَّ الـحَـقِـيْـقَـةَ لِـلْـحُـثَـالَـةِ تُـنْـصِـفُ.
وَاجْـرَفْ بِـسِـيْـرِكَ كِـذْبَـةً مُـوْجُـوعَةً
لَا حَـالَ يَـرْضَـــى كِـذْبَـةً لَا تُـجْـرَفُ.
دَمُـكَ الـزَّكِـيُّ يُـعَـطِّـرُ الـدُّنْـيَـا فَـــلا
تَـسْـكِـتْ عَنِ الإِيْـمَـانِ مَهْمَا تُـعْصِفُ.
فِـي الـلِـيْـلَـةِ الـظَّـلْـمَـاءِ جَـاؤُوْا خِفْيَةً
كِي يَطْـمِرُوا الحُلمَ الجمِيْلَ ويُخْطَفوا.
أَنَـظَـرْتَ فِـي عِـيْـنِـيِّ ذَاتَ بَـهِـيَّـــةٍ؟!
سَـتَرَى وَرَاءَ العَصْفِ وَعْداً يَقْصِفُ.
أَمْـسَـكْـتَ إِصْبَعَهَا الصَّغِيْرَةَ يَا أَخِي
أَنْـتَ الـمُـوَاطِـنُ لِـلـشَّـدائِـدِ مُـوقِـفُ.
يَـا حُـزْنَـهَـا الـمُـوْلُـوْدَ قَـبْـلَ وِلَادَةٍ
زِيْـتُـوْنُـهَا المَـقْـطُـوْعُ صَـبْراً يَرْدِفُ.
أَطْـفَـالُـهَـا الـشُّـهَـداءُ كُـلَّ صَـبِـيْـحَـةٍ
نَـامُـوا بِـنُـوْرِ اللهِ كِـي لَا تَـصْـلِـفُــوْا.
رَفَـعُـوا الـشَّــهَـادَةَ رَايَـةً وَسَــبِـيْـلَـهُـمْ
فِي العِـيْـشِ زَادَ المُـوتُ دَيْـناً يُـسْـلَفُ.
يَـتَـكَـلَّـلُ الــدَّمُ فِـي الـعُـرُوْقِ مَـنَـارَةً
لِـلـتَّـائِـهِـيْـنَ عَـلَـى المَـتَـاهَـةِ يَـرْعَـفُ.
يَـسْـــقِـي تُّـرابَ الوجْـدِ مِنْ أَصْـلَابِـهِ
وَ يُـنِـيْـــرُ ظُـلْـمَـتَــهُ بِـحُـلْــمٍ يَـهْــدِفُ.
يَـا قُـدْسُ إِنِّــي مُـرْهَـــقٌ بِـعُـرُوْبَـتِـي
والـشُّــوْقُ لَا يَرْضَـى بِـلَاداً تَـجْـرِفُ.
سَـــتَـعُـوْدُ أُغْـنِـيَـةُ الـحَـيَـاةِ عَـلَـى دَمٍ
صَـانَ الأُمُـوْمَـةَ وَالـوَصِـيَّـةُ تَـعْـرفُ.
29/ 12/2017
من ديوان إنّها حقّاً 2020
  • Avatar

    صحيفة نحو الشروق

    صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

    Related Posts

    أنفاس النبوءة

    سألتُكِ: أينَ تُخفينَ النبوءَةَ الـتيشقّتِ الحُبَّ في رأسي، وفي صدري؟قُلتِ: بلقيسُ ما زالتْ تُجَرّبنيولا تَخونُ قلبًا ما زالَ في السَّرِّما عندكِ هدهدٌ يروي الحكايةَ لي،لكنَّ ما في دمائكِ الآنَ من…

    الكتابة مرآة الذاكرة الذاكرة والكتابة للكاتبة ملفينا ابومراد

    الكتابة مرآة الذاكرة… بين الفهم والتفهيم الذاكرة والكتابة الذاكرة هي المحور، والكتابة هي الحوار. فكيف تكون الكتابة حوارًا؟الحروف التي تتكوّن منها كلماتنا، تثير الذاكرة، فتذودنا بما نريد كتابته. وكأنّ كل…

    اترك تعليقاً