زدني بقلم: منقول

السلام عليكم
إبتداءا من هذا اليوم إن شاء الله سنشرح لكم المعلقات السبع التي كانت في الجاهلية ، ولذلك إرتأينا أن نسمي الحلقات بكلمة “زدني ” وذلك تيمنا بقوله تعالى : ” وقل ربي زدني علما” فأتمنى من الله العلي القدير أن ينال إعجابكم
الحلقة الأولى :#أمرؤ القيس#
شرح البيت الأول من معلقته:
1_قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
بسقط اللوى بين الدخول فحومل
+قيل : خاطب صاحبيه، وقيل : بل خاطب واحدا وأخرج الكلام مخرج الخطاب مع الإثنين ، لأن العرب من عاداتهم إجراء الخطاب الإثنين على الواحد والجمع، فمن ذلك قول الشاعر: سويد بن كراع العكلي
فإن تزجراني يا إبن عفان أتزجر
وإن ترعياني أحم عرضا ممنعا
خاطب الواحد خطاب الإثنين ، وإنما فعلت العرب ذلك لأن الرجل يكون أدنى أعوانه إثنين : راعي إبله ، وراعي غنمه، وكذلك الرفقة أدنى ما تكون ثلاثة ، فجرى خطاب الإثنين على الواحد لمرور ألسنتهم عليه ، ويجوز أن يكون المراد به قف قف ، فألحق الألف أمارة دالة على أن المراد تكرير اللفظ ، كما قال أبو عثمان المازني في قوله تعالى :”قال رب أرجعون”(في سورة المؤمنين). المراد منه أرجعني أرجعني أرجعني، فجعلت الواو علما مشعرا بأن المهنى تكرير اللفظ مرارا ، وقيل: أراد قفن على جهة التأكيد ، فقلب النون ألفا في حال الوصل ، لأن هذه النون تقلب ألفا في حال الوقف ، فحمل الوصل على الوقف ، ألا ترى أنك لو وقفت على قوله :”لنسفعن” قلت: لنسفعا، ومنه قول الأعشى:
وصل على حين العشيات والضحى
ولا تحمد المثرين ، والله فأحمدا
أراد فأحمدن ، فقلب نون التأكيد ألفا.
يقال: بكى يبكي بكاء وبكى _ممدودا ومقصورا _ أنشد إبن الأنباري لحسان بن ثابث شاهدا له:
بكت عيني وحق لها بكاها
وما يغني البكاء ولا العويل
فجمع بين اللغتين.
السقوط:منقطع الرمل حيث يستدق من طرفه، والسقط أيضا: ما يتطاير من النار ، والسقط أيضا: المولود لغير تمام ، وفيه ثلاث لغات: سقط ، وسقط ، وسقط ، في هذه المعنى الثلاثة .
واللوى: رمل يعوج ويلتوي.
الدخول والحومل: موضعان.
يقول:قفا وأسعداني وأعيناني ، أو قف وأسعدني على البكاء عند تذكري حبيبا فارقته ومنزلا خرجت منه ، وذلك المنزل_أو ذلك الحبيب ، أو ذلك البكاء _بمنقطع الرمل المعوج بين هذين الموضعين.
وهكذا إكتملت حلقة اليوم ، الكمال لله وحده لا شريك له ، آمل أن تعجبكم حلقة اليوم وإلى حلقات مقبلة بإذن الله تعالى.
“منقول”

Related Posts

الغدر للشاعرة اللبنانية ملفينا ابومراد

الغدر**الغدرُ سيفٌ لا يُرى في قبضَةٍيُخفي ويَجرح، لا نُميّزُ مقرَّهُ نخشى الخيانةَ في العيونِ، فإنّهاسرٌ يُدارُ، ولستَ تدري مفرَّهُ يَجرح، يُضني، يَقتلُ الأحبابَ فيصمتٍ، فتَبهَتُ في العيونِ ممرَّهُ ضَحايا الغدرِ…

جاء ففي الليل للشاعر وائل السعدني

جاء في الليل يسعى بدمعهو صمت الجماد كان مبضعهينظر إلى السراب بترقبو عثرات أقعدته في مربعهيحادث نفسه هل من أحدفي الكون يمكن أن يسمعهفإذا بخفقان القلب ينبئهأن هناك دوماً من…

اترك تعليقاً