يَمانيَّة

يَمانيَّة


شعر /د. عبد الولي الشميري


حَيَّا مُحَيَّاكِ مِنْ مَرْعَاكِ تَكْوِيني
أرَاكِ بِالبُعْدِ وَالإقْصاءِ تَكْوِيني

لَثَمْتُ صَخْرَكِ مُشْتَاقًا أُقَبِّلُهُ
قَبْلَ الأَحِبَّةِ لَثْمَ الصَّخْرِ وَالطِّينِ

كَمْ فَجَّرَ الشَّوْقُ في جَفْنِي مَدَامِعَهُ
وَأَضْرَمَ الوَجْدُ نَارًا فِي شَرايينِي

يا مَوْطِنَ الحُبِّ يَا نَبْعًا تُدَفِّقُهَ
يُمْنَى الإلَهِ عَلَى جُرْحِي فَتَشْفِيني

وَيَا أَرِيجَ نُسَيْماتٍ يَمَانِيَةٍ
شَذَاكَ يَنْشُرُنِي طَوْرًا ويَطْوِيني

فَلَا الكِنَانَةُ رَوَّى نِيلُها ظَمَئِي
وَلَا الرَّصافَةُ بِالنَّهْرَيْنِ تُلْهِيني

بِنَسْمَةٍ من رُبَى صَنْعَاءَ عَابِقَةٍ
أَشُمُّ نَفْحَةَ فِرْدَوْسِي وَعِلِّيني

(شَمِيرُ) أَنْبَتَ فِي قَلْبِي حُشَاشَتَهُ
وَإِنْ (تَعِزُّ) نَأَتْ يَا طُولَ سِجِّيني

لكنّ أسعدَ أيّامي هوى عَدَنٍ
كعِطرِ غاداتِه الحُورِ المَيامينِ

وَإِنْ سَرَى الطَّيْفُ طَافَتْ بِي لَوَاعِجُهُ
عَسَى الَّذِي قَدْ قَضَى بِالبُعْدِ يُدْنِينِي

لا تَعْذِلُوا فِي هَوَى الخَضْراءِ عَاطِفَتِي
(صَنْعَاءُ) رُوحِي وأَهْلُوها رَيَاحِيني

  • Related Posts

    الكتابة مرآة الذاكرة الذاكرة والكتابة للكاتبة ملفينا ابومراد

    الكتابة مرآة الذاكرة… بين الفهم والتفهيم الذاكرة والكتابة الذاكرة هي المحور، والكتابة هي الحوار. فكيف تكون الكتابة حوارًا؟الحروف التي تتكوّن منها كلماتنا، تثير الذاكرة، فتذودنا بما نريد كتابته. وكأنّ كل…

    الذاكرة والضمير (ضمير الإنسان) للكاتبة ملفينا ابومراد.

    الذاكرة والضمير(ضمير الانسان ) تعني كلمة “ضمير” ـ وَفقًا لـ”مُعجم المعاني الجامع”: استعدادا نفسيّا لإِدراك الخبيث والطيب من الأعمال والأَقوال والأَفكار، والتفرقة بينها، واستحسان الحَسن واستقباح القبيح منها. ويُقصد بـ”الضَّمير…

    اترك تعليقاً