يفنى الزَّمان شعر/د. عبد الولي الشميري

يفنى الزَّمان

شعر/د. عبد الولي الشميري

يَفْنَى الزَّمانُ وتَهْلَكُ الأيَّامُ
وكَلَمْحَةٍ تتراكمُ الأعوامُ

وأنا المُقَيَّدُ في الحياةِ بِحُزْنِها
والموتُ قاضٍ حُكْمُهُ الإعدامُ

ما أعظمَ الحُزنَ الَّذي جُرِّعْتُهُ
لو مُتُّ مِن كَمَدٍ فلستُ أُلامُ

شيخي وأُستاذي وعالمُ بلدتي
يبكي لهُ المِحرابُ والإسلامُ

عبدُ الرَّقيبِ، مَنارُ علمٍ شامخٌ
ومُؤَلِّفٌ، عَبَّادَةٌ، وهُمَامُ

حَزِنَتْ لِفُرْقَتِهِ المصاحفُ كُلُّها
وتأوَّهَ العُبَّادُ والصُّوَّامُ

والرَّاحلونَ عَنِ الحياةِ سَماؤُهم
قد رفرفتْ لِقُدُومِهِ الأعلامُ

وتَلَقَّفَتْهُ الحُورياتُ بِزَفَّةٍ
طُوبَى لشَيخِ العارفينَ وِسامُ

قد كان في الدُّنيا رسولَ هِدايةٍ
ومَقامُه في الصَّالحين إمامُ

كم حجَّ بيتَ اللهِ مَشيًا راجلًا
وتَفَطَّرَتْ لِطَوافِهِ الأقدامُ

كم خطَّ مِن نُورِ الهِدايةِ أَحْرُفًا
طَرِبَتْ لها الأوراقُ والأقلامُ

والصُّلحُ بين النَّاسِ كان عبادةً
كبرى وليس لِصُلْحِهِ آثامُ

هذي شَمِيرُ رِجالُها ونساؤُها
يتقاطرونَ لِقَبْرِهِ أيتامُ

رحلَ الفَقيهُ بِعِلْمِهِ وبِفِقْهِهِ
ولنا هنا الأحزانُ والآلامُ

كم ذا أَعُدُّ مِنَ المَناقبِ سَيّدي
تتحطَّمُ الأعدادُ والأرقامُ

يا قبرُ في وادي (الهُقَيفِ) يَضُمُّهُ
غاداك غيثٌ مُغْدِقٌ وغَمامُ

وعليك مِن رَبِّ السَّماءِ سُرورُهُ
دومًا ومنّي دَمعةٌ وسلامُ

  • Related Posts

    وحي ظلك بقلم يسار الحبيب

    وحي ظلك ضع شهقتين على دروب قصيدتيلأسوس أســـراب الحــروف وأحـــذراأنا لسـت حـوذيَّ النــصوص، وإنــــماورّطتَ قلبي…. مـــذ عرفتــك أسـمراأنـا غــارق في النصّ أبحث عن غدٍمنذ امـــرئ القـــيس استـجار بقيصرايا آخــــر الأحــــزان…

    فتيلٌ من بقايا نبي

    صحيفة نحو الشروق

    اترك تعليقاً