….. وماذا بعد… بقلم الشاعر/المصطفى نجي وردي

………………وماذا بعد..؟!!……

سقفي حجارة وطين
وأرضي ركام ودمار
وأنا أقاوم
وأقاوم تحت الأنقاض والرماد
أطفالي ثمانية
نجا منهم لا أحد
وأمهم في البهو
تنتشر كاللوح المفروش
تحترق تحت نيران
القصف
والرفس
تركع قرفصاءً
وجاثمة على الرصيف
أجالسني وعمري
أحيانا
أنظر إلى جسدي
وعيوني تفيض دمعا
وهذا الشيب
يزركش وجهي
فأراني كهلا في رأسي
وطفلا يحبو
بنظارتي القديمة
وانحناءة ظهري أكتب
بل أعكف
وهذا الجسد
يتحمل كل المنعرجات
والتجاعيد الملتوية
كالتلال
والمنخفضات
وأعتى الأزمنة
وذاكرة متقدة تذكر
كل شيء..
وهذا السيل الجارف
يهدٌُ أركان البيت
يزعزع ما تبقٌى من
وطن جريح
واليوم زاد ونما
جرحه
وعيون تنظر
ولا معينٍ.
سوريتي
أرض العروبة والمجد..!
كنت مجدا وعزا
وصرت ركاما
وأنقاضاً
وديراً للآلهة ترتل
صلاتها ونُسُكَها
وإمام يصلي على جثتها المحنطة
ويقذف بها للمقصلة
وللمحرقة..
أيها الشام..!
كنت شاماً
وصرت وشماً تدمي القلب
توجع الوجع
توقظ الألم من أوجاعه
وتصلي في محراب القلب
الجريح..
فلا تزيدي ألماً فوق
ألمي
وخففي الوطءَ
كيلا النار التي في الضلع
تستعر…
المصطفى نجي وردي بقلمي
المغرب ١٧/٠٢/٢٠٢٣

المحرر الصحفي: عوض خلف عوض

المحرر الصحفي: عوض خلف عوض

مراسل صحفي في صحيفة نحو الشروق مدير في شركة سياحية

Related Posts

أنفاس النبوءة

سألتُكِ: أينَ تُخفينَ النبوءَةَ الـتيشقّتِ الحُبَّ في رأسي، وفي صدري؟قُلتِ: بلقيسُ ما زالتْ تُجَرّبنيولا تَخونُ قلبًا ما زالَ في السَّرِّما عندكِ هدهدٌ يروي الحكايةَ لي،لكنَّ ما في دمائكِ الآنَ من…

الكتابة مرآة الذاكرة الذاكرة والكتابة للكاتبة ملفينا ابومراد

الكتابة مرآة الذاكرة… بين الفهم والتفهيم الذاكرة والكتابة الذاكرة هي المحور، والكتابة هي الحوار. فكيف تكون الكتابة حوارًا؟الحروف التي تتكوّن منها كلماتنا، تثير الذاكرة، فتذودنا بما نريد كتابته. وكأنّ كل…

اترك تعليقاً