هِلال الصّيام

هِلال الصّيام


شعر/د. عبد الولي الشميري


وَدَّعَ القَلْبُ عِشْقَهُ وَحَنِينَهْ
وَبَكَى وَاسْتَتَابَ نَفْسًا حَزِينَةْ

وَطَوَى وَانْطَوى عَلَى كُلِّ ذِكْرَى
يَسألُ اللهَ فِي الهُدَى أَنْ يُعِينَهْ

عِندمَا لاحَ في السَّماءِ هِلالٌ
بَعْدَ شَعْبانَ هَاجَ فيهِ أَنينَهْ

هَجرَتْ رُوحُهُ مُعانقَةَ الوَر
دِ وأَلْوَى عن الوُرُودِ جَبِينَهْ

بعدَ أَنْ هامَ في المِلاحِ زمانًا
سَلَبَتْه فؤادَه وعُيونَهْ

عادَ عن غَيِّه فأغرقَهُ الدَّمْـ
ـعُ وأَدْمَى خُدُودَهُ وجُفُونَه

 آبَ وَالمُوبِقاتُ حَوْلَ مُصَلّا
هُ وألقَى غَرامَهُ وشُجُونَهْ

رَبِّ إِنَّ الهَوَى ودارَ المَعاصِي
قَتَلا طُهْرَهُ العَفيفَ ودِينَهْ

وَدِماءُ التَّوحِيدِ في كُلِّ قُطْرٍ
أَذْهَلَتْ رُشْدَهُ وَأفْنَتْ فُنُونَهْ

كَبَّلَتْهُ القُيودُ عن نُصْرَةِ الحَقِّ
وَتاهَتْ مَعَ الشِّراعِ السَّفِينَةْ

يا إلهي عَلِمْتَ مَا كانَ مِنِّي
فامحُ واغْفِرْ لِيَ الرَّزايا المُشِينَةْ

يَا إلهِي رَجَعْتُ فاسْتُرْ وَهْبنِي
مِن هُدَاكَ الهُدَى وَعَيْنًا أمِينَةْ

عَبْدُكَ الآبِقُ الجَحُودُ تَرَدَّى
هَتَكَ السِّتْرَ وَاسْتَباحَ السَّكِينَةْ

وأَتَى حَامِلًا سِجِلَّ خَطايا
شَهِدَ الكَوْنُ حُبَّهُ وجُنُونَهْ

وعلى عَهْدِكَ الوَفِيِّ سَيَبْقَى
وَسَيُحْيـي إيمانَهُ وَيَقِينَهْ

فَأدِمْ حُلّةً خَلَعْتَ عَلَيْهِ
مِنْ عَطاياكَ لا تُخَيِّبْ ظُنُونَهْ

 رَبِّ واحْرُسْ إيمانَهُ بِكَ رَبًّا
وإلهًا يَا ذَا الصِّفاتِ الحَنُونَةْ

كَيْفَ بِالصَّائِمِ الّذي هَجَرَ النَّوْ
مَ وفِي قَلْبِهِ النَّوايا لَعِينَهْ

نَفْسُ عَوْدًا إلى السُّرَى فالدَّياجِي
والمَحارِيبُ مَانِعاتٌ حَصِينَةْ

مَوْسِمٌ تَحْصِدُ الذُّنُوبَ لَيالِيهِ
وتَزْهُو بِهِ القُرَى والمَدينَةْ

  • Related Posts

    نحو المسيرة الإعلامية متعب الشبلاوي

    المقدمة:قصتك مع الإعلام والسوشيال ميديا.لماذا اخترت هذا المجال كهواية وشغف.الفصل الأول: البداية والإلهامأول تجربة لك في الإعلام أو مواقع التواصل.الأشخاص أو الأحداث التي ألهمتك.الصعوبات الأولى وكيف تغلبت عليها.الفصل الثاني: تعلم…

    سلو االفؤاد للشاعرة السورية غنوة حمزة

    سَلوا الفؤادَ سلوا الفؤادَ بلطفٍ عن مواجعِنالايُجدي للجرحِ بعدَ النزفِ تطبيبُ في بحرِ عشقٍ هوَت للقاعِ قافيتيوالشيبُ في إلهامٍ لايجديهِ تخضيبُ أغفو وأصحو على ذِكرى تعذّبُنيقد شابَ قَلبي وبعضُ الشّوقِ…

    اترك تعليقاً