نَذِيْرُ الفِراق

نَذِيْرُ الفِراق


شعر/عبدالعزيز محيي الدين خوجه


أُحِسُّ أنَّها دَنَتْ حقيقةُ الفِراقْ
أُحِسُّ بالأسَى عَمِيقْ
يَسِيْرُ في دَمي .. يَسِيْرُ في الطَّرِيقْ
يُحِيْطُ بالوُجُوْدِ في ذُرَىٰ الطِّباقْ
يَضِجُّ في العُيُوْنِ : إنَّني غَرِيقْ
أهذِهِ نِهايةُ الهَوى يَضِيْعُ في العُبابْ؟
وكانَ مَجْدُنا لذلكَ الهَوى
وكانَ عِزُّنا لذلكَ الهَوى
وكانَ شِعْرُنا وكانَ نَثْرُنا وكانَ خَمْرُنا الرُّضابْ
أقُولُ : هلْ سَقَيْتِني زِيادَةً ؟
تَقوْلُ : أمْرُنا مُجَابْ
وفَجأةً أضَعْتِهِ وكانَ في يَدي ..أكانَ منْ سَرابْ؟
وشَعَّ منْ رَمَادِنا وَمِيضُ جَمْرٍ ثارَ في مَدَى الضُّلُوعْ
نَقُولُ: هلْ لنا رُجُوعْ
ونَذْرِفُ الأسَى ونَذْرِفُ الدُّمُوعْ
نَقُولُ: إنَّه اشْتِياقْ
نَقُولُ: إنَّنا نَعُودْ
نَعُودُ للوُعُودِ مَرَّةً ومَرَّةً نَكْتُبُ العُهُودْ
ويَبْسُمُ الأسَى يَقُوْلُ ساخِراً: كَفَى عَذابْ
فبَعْضُ وَقْتِنا سُدَىَ وبعضُ وَقْتِنا عِتابْ
وكُلُّ هَمْسِةٍ تُشِيْرُ أنَّها دَنَتْ حَقِيْقَةُ الفِراقْ.

  • Related Posts

    قلبٌ حالم في زمن صعب بقلم يسار الحبيب

    قلبٌ حالمٌ… في زمنٍ صَعْب! لم تكن معرفتي بأدباء وباحثي محافظة الحسكة ومدنها قبيل عام 1998م إلا من صفحات الكتب أو المجلات، يومئذٍ كنت أتمتم حروفي الأولى، في تجربة شعرية…

    إلى رسول الله

    بَانَتْ سُعَادُ فَأَشْرَقَتْ فِي الْقَلْبِ بُشْرَىوَمَا لِعُيُونِي بَعْدَهَا الصَّبْرُ أَوْ قَدْرَارَسُولُ الْهُدَى، بَحْرُ الْجَمَالِ وَرَحْمَةٌفَجَاءَتْ بِمَوْلُودٍ أَضَاءَ الدُّجَى نُورَاهُوَ الْبَدْرُ، لَكِنْ لَيْسَ يَأْفُلُ ضَوْءُهُوَلَا يَحْجُبُ الْغَيْمُ الْمُنِيرَ لَهُ سِتْرَا بِمَوْلِدِهِ…

    اترك تعليقاً