مِنْ تَنَابِلَةِ السُّلْطانِ .. إلَىَ السُّلْطَانْ ! بقلم يوسف شهير

مِنْ تَنَابِلَةِ السُّلْطانِ ..
إلَىَ السُّلْطَانْ !
——————
يَا مَوْلانَا السُّلْطَانْ ..
يَا مَنْ أنْعَمتَ علينا نِعَمَاً
لاَ تُحْصَىَ ..
أوَّلُهَا ، وَآخِرُهَا ؛
الإحْسَانْ ..
مَولانَا شَعْبُكَ يَكْرَهُنا ،
كُرْهَ الشيطانْ ..
وَكَثيرَاً مايَنْعَتُنَا بِالجُرذَانْ
لأنَّا يَا مولانا ؛
نُعْلِي قَدْرَكَ منزِلةِ الإيمانْ
وَلأنَّا يَامولانا كثيراً جِدَّاً ؛
مَا نُقْسِمُ بِحَيَاتِكَ ،
مِنْ قبلِ ، ومن بعدِ الآن ،
ولآخِرِ حَدٍ للأزْمانْ
أنتَ بأعيُننا ظِلُ الرحمَنْ !
شَعْبُكَ يَكْرَهُنا يامولانا ..
لأنَّا نهْتِفُ باسمكَ
ليلَ نَهَارْ ،
ونُسميكَ بأسماءِ الأخيارْ ،
وساحِقِ كُلَّ الأشْرَارْ
وماحِقِ فُجْرَ الفُجَّارْ ،
وبأنَّكَ يامولانا السُّلْطَان
مَنْ تحمينا مِن أنفسِنَا ،
ومِنْ زَلاتِ العِصيانْ
وَيَودُ الشعبُ بأنْ تُلقينا
في البحرَ ؛
لتَلْقَفَنَا الحِيتانْ
أو تدفننَنَا بِبَطْنِ الأرضِ
كَمَا الدِيدَانْ
أو تطردَنا من رحمتكَ
بِلا غُفْرَانْ !
ولأنَّا يامولانا نُحِبُكَ جِدَّاً ..
جدا جدا جدا ………!
ونُسَبِّحُ لَكَ في كل اوانْ :
سُبحانَ السلطانْ ..
سبحانَ السلطان !!
فَلِمَاذَا يَكْرَهُ في هذا الإنسانُ
أخيهِ الإنسانْ ؟
يَامولانا السلطانْ ..
ليسَ لَنَا غَيْرَكَ ؛
مِن جُوعٍ ؛ يُطعِمُنا ..
من ظَمَأٍ ؛ يَروينا ..
من قهرٍ ؛ يُنقِذُ نا ..
من خَوفٍ ؛ يَحمينا ..
من ظُلمٍ ؛ يُخرجنا ..
من عَوَذٍ ، يَأوينا ..
من عَدَمٍ ؛ يبعثُنا ..
من مَوتٍ ؛ يُحيينا !!
لانعْرِفُ غيرَكَ يَامولانا
فَاَنْتَ لَنَا ، وَبِنَا ؛
اللهُ .. الحقُ .. الدَيَّانْ !
هَلْ نحنُ نُنَافِقُ يامولانا
إنْ قُلنَا بِهَذَا ، أو أكْثَرْ ؟
ولا نتحمَّلُ مِثلَ الشعبِ ،
وَنَصْبِرْ ؟
ونَخُونُ الوَطَنَ الغاليَ ،
وبنعْمَاءِ اللهِ الواحِدِ ؛
نَكْفُرْ ؟
هَلْ نَحنُ – إذَنْ –
أشباهُ بَشَرْ ؛ لا أكْثَرْ ؟
وَعَلىَ غَيرِ الحِقدِ ،
وغير الزيفِ ،
وغيرِ الإفْكِ ؛
فَلاَ نَقْدِرْ ؟
وَعِندَكَ لانعدو سِوَىَ
شِرْذِمَةٌ مِنْ خِصيانْ ؟
ومَجْبُولونَ عَلىَ الحِرْمَانْ ؟
وِبِأنَّا فئةٌ في الدُّنيا ؛
لاحَظَّ لَهَا غَيرَ النِسيَانْ ؟
وَبِأنَّا خُلِقْنَا من طِينٍ لازِبِ ،
وَهَوَانْ ؟
أخْبِرْنَا ..
يا مَنْ تَمْتَلِكُ الحِكْمَةَ ،
وَ العَظَمَةَ ،
وَ السُّلْطَانْ !

Avatar

صحيفة نحو الشروق

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

Related Posts

الكتابة مرآة الذاكرة الذاكرة والكتابة للكاتبة ملفينا ابومراد

الكتابة مرآة الذاكرة… بين الفهم والتفهيم الذاكرة والكتابة الذاكرة هي المحور، والكتابة هي الحوار. فكيف تكون الكتابة حوارًا؟الحروف التي تتكوّن منها كلماتنا، تثير الذاكرة، فتذودنا بما نريد كتابته. وكأنّ كل…

الذاكرة والضمير (ضمير الإنسان) للكاتبة ملفينا ابومراد.

الذاكرة والضمير(ضمير الانسان ) تعني كلمة “ضمير” ـ وَفقًا لـ”مُعجم المعاني الجامع”: استعدادا نفسيّا لإِدراك الخبيث والطيب من الأعمال والأَقوال والأَفكار، والتفرقة بينها، واستحسان الحَسن واستقباح القبيح منها. ويُقصد بـ”الضَّمير…

اترك تعليقاً