مولايَ تموزُ/ بقلم المبدع عبدالسلام العبوسي/

مولايَ تموزُ
خُذنا للعناقيدِ
نَشُمُّ ريحَكَ في ليلِ البَواريدِ

كانت صَباياكَ منذُ
احمَرَّ نرجسُها
تُفرِّطُ الحُبَّ رُمَّاناً بقرميدِ

كصبرِ مئذنةٍ، أنثاكَ سارحةٌ
تُمشِّطُ الفجرَ
بين العيدِ والعيدِ

يضمُّ شُبَّاكُها
طَيرَين من حَجَلٍ
فلا تَهِمْ بهما من غيرِ تَغريدِ

مَن عاشرَ القومَ صار الآن
إِلفَهُمُ
فكيف مَن عاشرَت عينيكَ بالجِيدِ

مولايَ تموزُ
لا صقرٌ يلوحُ هنا
ولا قَطاةٌ على بابِ الأجاويدِ

نَمُرُّ بالعُمُرِ المسروقِ من يَدِنا
كما يمرُّ حنينٌ
بالتجاعيدِ

ما أنكرتكَ شِعابٌ
كنتَ حَرمَلَها
وتُعرَفُ الأرضُ يومَ التِّيهِ بالعُودِ

وكلما هَرِمتْ
مالَ الغريبُ إلى
طَلْحٍ بذاكرة الأنهارِ منضودِ

تَروي له آخرُ الجَدَّاتِ
عن ولَدٍ
يُقالُ عن أهلهِ أصحابُ أُخدُودِ

قالت عجوزٌ
تُفلِّي رأسَ حكمَتِها
لن يُهزَمَ الجوعُ يوماً بالأناشيدِ

قِرشٌ لأيامِنا السَّودا نُخبئهُ
وهل عَرفْنا
سوى أيامِنا السُّودِ

أيا الكثيرُ الذي بالحب يقتلُنا
أيا القليلُ الذي
قاسُوهُ بالجُود

كانت تُخيِّرُنا الصحراءُ
أنَّكمُ
من حِصَّةِ النارِ أو من حصِّةِ الدُّودِ

نحن الثقوبُ التي في النَّاي
يَسكنُنا
غُيَّابُ بابٍ بوجهِ الريحِ موصودِ

والحزنُ من قَصَبٍ
كنا نُجفِّفُهُ
حتى نُحضِّرَ مِزماراً لداوودِ

المحرر الصحفي: بسام أحمد العبدالله

المحرر الصحفي: بسام أحمد العبدالله

بسام العبدالله بن احمد حاصل على الاجازة في كلية التربية قسم معلم صف ودبلوم تأهيل التربوي من جامعة دمشق لديه العديد من القصائد وحاصل على العديد من بطاقات الشرف والتقدير من العديد من المجلات العربيه وحاصل على جائزة جمعية الرواق الثقافية

Related Posts

الكتابة مرآة الذاكرة الذاكرة والكتابة للكاتبة ملفينا ابومراد

الكتابة مرآة الذاكرة… بين الفهم والتفهيم الذاكرة والكتابة الذاكرة هي المحور، والكتابة هي الحوار. فكيف تكون الكتابة حوارًا؟الحروف التي تتكوّن منها كلماتنا، تثير الذاكرة، فتذودنا بما نريد كتابته. وكأنّ كل…

الذاكرة والضمير (ضمير الإنسان) للكاتبة ملفينا ابومراد.

الذاكرة والضمير(ضمير الانسان ) تعني كلمة “ضمير” ـ وَفقًا لـ”مُعجم المعاني الجامع”: استعدادا نفسيّا لإِدراك الخبيث والطيب من الأعمال والأَقوال والأَفكار، والتفرقة بينها، واستحسان الحَسن واستقباح القبيح منها. ويُقصد بـ”الضَّمير…

اترك تعليقاً