.لِكَيْ تَكْتَشِفِينِي.//للشاعر أحمد عبدالمجيد ابوطالب

. .لِكَيْ تَكْتَشِفِينِي. .

لِأيِّ نَجْمٍ تَبُوحِينَ بِسِيرَتِي الآنَ ؟

لِأيِّ نَجْمٍ تَشْتَكِينِي ؟

ولَمْ تَفهَمِي بَعْدُ أنَّ الَّذِي أضْنَاكِ يُضْنِينِي!

ولَمْ تَعْرِفِي بَعْدُ أنَّنِي ..

مَزِيجٌ …مُخْتَلِفٌ تَكْوِينِي !

فإنْ ائْتَلَفَ فَفِي خَفْقَةٍ وَاحِدَةٍ يَكَادُ يُخْفِينِي !

لَكِنَّني أعرفُ أنِّي حَيَّرَكِ مِنِّي ..

عُنْفُوَانُ الأُمَرَاءِ ، وتِحْنانُ البُسَطَاءِ ،

وحِكْمَةُ المَجَانِينِ !

وحَظُّ الغَاوِينَ فِي الهَوَى..،

وحِرْمَانُ المَسَاكِينِ…،

وَذُهْداً يَجْعَلُ ذلكَ لَا يَغْوِيني ،

وأنَّني لَمْ أزَلْ غَرِيباً ولَا وَطَنَ سِواكِ يَأوِيني !

فهلْ عَرَفْتِ أنَّني ما تَعَرَّيْتُ…

إلَّا لِعَيْنَيْكِ اللَّتَيْنِ سَحَرَتَانِي ؟

وأنَّني مَا تَعَرَّيْتُ لِعَيْنَيْكِ مِرَارَاً –

بكلِّ مَا يَعْتَرِيني –

إلَّا لِكَيْ تَكْتَشِفِيني !

لِكَيْ تَصْطَلِي آهاتَ المُتَصَوِّفِين ،

وتُرَدِّدي هَمَسَاتَ المُتَلَهِّفِين ،

وتُمَارِسِي طُقُوسَ المُتَطَرِّفِين ،

وتَتَلَصَّصِي إليَّ لِتَسْلُكِيني !

وأنَّني تَبَعْثَرْتُ حَوْلَكِ مِرَارَاً..

لِتَتَعَلَّمي كيفَ تُلَمْلِمِيني !

وتَدَاعَيْتُ لَدَيْكِ لِكَيْ تَضُمِّيني ،

وتَعَالَيْتُ عَلَى ظُنُوني…..

عَسَاكِ تُرِيحِيني !

فَيَا مَنْ اتَّسَعَتْ لِي حُقُولَاً مَرِيعَةً

ومَرَاتِعَ لِتَحْتَوِيني ،

وعَرَفْتِ كيفَ بِثِمَارِكِ تُولِعِيني…،

كَي أُدْرِكَ ثمراتَاً نَضَجَتْ..

عَلَى وَهْجِ أنِيني ،

وأكْتَشِفُ أشْكالاً أُخْرَى لِلمَانْجُو ،

وأعْرفُ أسْراراً شَتَّى لِلتِّينِ ،

وأُبْحِرُ في عينيكِ وأرجوكِ أنْ تُغْرِقِيني،

وتُمَازِجُ أنفاسي أنفاسكِ ،

أنْ اشْتَعِلِي ..، أنْ حَرِّقِيني !

أنْ ذَوِّبيني …..هَمْساً بأذنيكِ ،

وَرْداً فِي وَجْنَتَيْكِ ، ونَدَىً على الجَبِينِ ،

وأنْقُشُ قُبُلَاتي على جِيدِكِ

كأوراقٍ على غُصُونِ ،

وأُمَرِّرُ كَفَيَّ على جِلدك

ليذوبَ الطِينُ في الطينِ ،

وكَطَمْيِ النَحَّاتِينَ لِي تَلِيني ،

وتَرْتَعِشِينَ كَرَجْفَتِي مِنْ ذِكْرِ ..

بَصِيص شَفَتَيْكِ الآنَ ،

فَمِنْ ذِكْرِها اعْفِيني!

فلقد صارَ يَقْتُلُنِي مِنْكِ ذِكْرُ مَا
قد كانَ يُحْيِيني !

وأصبحتْ أسقامِيَ تَئِنُّ ..حينَ تَحِنُّ
لِمَا كانَ يُدَاويني !

أيُّ شئٍ فيكِ لمْ أُنَابِضُهُ ؟

أيُّ شئٍ فيكِ لمْ يُحاكِيني !

حتَّى مَرَايَايَ التي أشْهَدْتُها..

نَارَكِ إذْ تَشْتَهِيني ، فَكُنَّ كَحَاسِدِيني !

صِرْنَ يُسَفِّهُوني !

إنْ اشْتَهَيْتُ مَنْ فَلَتَتْ مِنْ تحتِ يميني !

فَعَلِّميني كيفَ أقْسُو على شُجُوني ،

كيفَ أُبْحِرُ في السنينِ…

دونكِ كما مَضَيْتِ دُوني ،

كيفَ أقْوَى على الحنينِ ،

على غرامٍ يُقَيِّدُني بأغلالٍ يَقْمَحُوني !

حتَّى ظُنُوني خدعتني ،

أَوْهَمَتْني أنَّني بَرِئْتُ مِنْ سِحْرٍ يُبَدِّلُني،

ومِنْ وَسَاوِسِ المَلَاعِينِ ،

حتَّى تَخَلَّصْتُ مِنْ شَعْرِكِ
العَالِقُ بِفُرْشَاتي،

ومِنْ تِرْتِرِ الفساتينِ

فَتِلْكَ بقايا مَنْ ارْتَدَّتْ عنْ ديني!

فَبِأيِّ حَقٍّ تذكريني ؟

وما فَرَّطْتِ في الشَّئِ الثَّمِينِ !

وزَعَمْتِ أنَّكِ أبْرَأْتِيني !

فَدَعِيني ..،

عَسَاني أبْرُؤ مِنْكِ ..،

عَسَى الذي أنْساكِ يُنْسِيني ،

واؤْمُرِي أطْيَافَكِ أنْ تَرْتَدَّ إليكِ ..،

أن تغادرني… ،

وتُفَارِقْ عُيُوني ..!

كلماتي المتواضعة :
أحمدعبدالمجيدأبوطالب

Avatar

صحيفة نحو الشروق

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

Related Posts

إلى رسول الله

بَانَتْ سُعَادُ فَأَشْرَقَتْ فِي الْقَلْبِ بُشْرَىوَمَا لِعُيُونِي بَعْدَهَا الصَّبْرُ أَوْ قَدْرَارَسُولُ الْهُدَى، بَحْرُ الْجَمَالِ وَرَحْمَةٌفَجَاءَتْ بِمَوْلُودٍ أَضَاءَ الدُّجَى نُورَاهُوَ الْبَدْرُ، لَكِنْ لَيْسَ يَأْفُلُ ضَوْءُهُوَلَا يَحْجُبُ الْغَيْمُ الْمُنِيرَ لَهُ سِتْرَا بِمَوْلِدِهِ…

يكفيني أنت للكاتبة والإعلامية حنان امين سيف

يكفيني أنتيكفيني أنت تسكن الروحوتلتفت الروح لمن يلامسهاوالروح تعانق من يشبههاوتشابهنا قلبـا و روحـاوالنفس تميل لمن يدللهاالروح لها توأمهاولم أجدك توأم الروحوجدتك أنت روحيوانت دفء الروحونبض القلبوالروح تميل لمن يشبههاالعين…

اترك تعليقاً