“لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ / الشَّاعر الأديب / محمد عبد القادر زعرورة

…………………….. لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ ………………………
… الشَّاعر الأديب … … إجتِماعِيَّةٌ …
…… محمد عبد القادر زعرورة …

مِنَ الْمُؤْسِفِ أَنَّهُ في زَمَانِنَا قَلَّ الزَّوَاجُ وَكَثُرَ الْطَّلَاقُ لِرغْبَةِ
الكَثِيْرِ مِنْ شَبَابِنَا مِنَ الْجِنْسِيْنِ بِإشْبَاعِ نَزَوَاتِهِمْ مِنَ الزَّوَاجِ
دُوْنَ الْتَّفْكِيْرِ بِبِنَاءِ أُسْرَةٍ سَلِيْمَةٍ سَعِيْدَةٍ وَالْكَثِيْرُ مِنْهُم إِنْ
فَكَّرَ بِالزَّوَاجِ فَيَكُوْنُ وَسِيْلَةً لِلْإِنْجَابِ فَقَطْ وَبَعْدَ إِنْجَابِ
طِفْلٍ أَوْ طِفْلَيْنِ يُطَلِّقُ كَلَاهُمَا الآخَرَ لِيَعِيْشَ حَيَاتَه بِالْطُّولِ والْعَرْضِ وَلِيًغَنَّي كًلٌّ عَلَىَ لَيْلَاهُ دُونَ أَيَّ حِسَابٍ لِكَيْفَ
سَيَعِشُوْنَ بِلَا أَبٍ أَوْ أُمٍّ أَوْ كِلَاهُمَا إذْ يَرْعَاهُم الجَدَّةُ لِلأُمِّ
أَوْ لِلْأَبِ ( … وكَثِيْرَاتٌ يَقُلْنَ : يَالَّلا تَزَوَّجِي بَلكي بِتِنِفٌدِيْلِكِ
بِوَلَدْ وَلَدِيْن بَعْدِيْن بٍتُطَلِّقِيْهِ وبِتْعِيشي علىَ كَيْفِكِ …
دُونَ الإِهْتِمَامِ بِبِنَاءِ أُسْرَةٍ سَليْمَةٍ وَنَفْسِيَّةِ الأَطْفَالِ … )

لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّ الْبَنَاتِ
في الْطَّرِيْقِ ثَعَالِبٌ لَمَا هَوَيْتْ

لَوْ كًنْتُ أَعْلَمُ إِنْ مَشَتْ خَلْفِي
سَتَسُوْقُنِي إِلَىَ حَتْفِي لَمَا مَشَيْتْ

لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهَا سَتَحْرِقُنِي
كَعُوْدِ ثِقَابٍ وَتُلْقِيْنِي لَا مَا بَغَيْتْ

مَا كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهَا سَتُشْعِلُنِي
وَتُحْرِقُنِي وَكَأَنَّنِي قِنْدِيْلُ زَيْتْ

وَتُلْقِيْنِي عَلَىَ طَرَفِ الْطَّرِيْقِ وَقَدْ
سَلَبَتْ عُمْرِي تُلْقِيْنِي مَيْتْ

مَا كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهَا إِنْ أَنْجَبَتْ
سَتُلْقِيْنِي بِإِحْدَىَ زَوَايَا الْبَيْتْ

لَوْ كُنْتً أَعْلَمُ أَنَّنِي سَأَكُوْنُ
وَسِيْلَةً لِتَكُوْنَ أُمَّاً لَأَبَيْتْ

أَوْ تَعْتَبِرُنِي آنِيَةً مِنْ أَوَانِيْهَا
أَوْ كَإِبْرِيْقٍ مِنْ أَبَارِيْقِ الْزَّيْتْ

تُلْقِيْهِ بَعْدَ حَاجَتِهَا إِلَيْهِ
في عُرْضِ الْطَّرِيْقِ لَخَشَيْتْ

لَوْ أَخْبَرَتْنِي أَنَّنِي سَأَكُوْنُ بَعْلَاً
مَرْحَلِيَّاً حَسْبَ رَغْبَتِهَا لَمَا رَضَيْتْ

حَتَّىَ لَوْ سَامَحَتْنِي بِمَهْرِهَا أَوْ
دَفَعَتْ مَهْرِي ذَهَبَاً لَمَضَيْتْ

أَرْفُضُ أَنْ أَكُوْنَ آلَةَ إِنْجَابٍ
لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ هَذَا لَبَكَيْتْ

وَأَرْفُضُ أَنْ أَكُوْنَ كَالْشَّبَابِ في
زَمَنٍ غَدَتْ الْبَنَاتُ فيْه يَخْتْ

يَرْكَبُ الْبَحْرَ لِلْتَّنَزُّهِ فِيْهِ بُرْهَةً
ثُمَّ يُغَادِرُهُ بِسَعَادَةٍ وَصَمْتْ

زَمَنٌ أَعَاذَنَا اللهُ مِنْهُ أَضْحَتْ
مَحَارِمُنَا فِيْهِ تَخْرُجُ بِشُوْرْتْ

زَمَنٌ أَضْحَتْ فِيْهِ الْقِيَمُ بِلَا
مَعْنَىً وَأَصْبَحَ الْحَلَالُ فِيْهِ سُحْتْ

……………………………….
كُتِبَتْ في / ٦ / ٣ / ٢٠٢٣ /
… الشَّاعر الأديب …
…… محمد عبد القادر زعرورة …

المحرر الصحفي: عوض خلف عوض

المحرر الصحفي: عوض خلف عوض

مراسل صحفي في صحيفة نحو الشروق مدير في شركة سياحية

Related Posts

احتفاء باليوم الوطني للفنان ، نظم قطاع لولاية جيجل فعاليات عديدة تحتفي بالفنانين و المثقفين في مختلف دروب الابداعبداية الاحتفالات كانت بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية حيث نظمت أصبوحة فكرية أثثها…

الى صديق سهيل سركيس

سهيلُ سَركيسُ الوقورُ إذا خَطاقامتْ موازينُ العُلى من حيثُ كانْ من “قَبري حُوري” جاءَ ينسُبُ نخلَهُللرُّشدِ… للأصلِ الرفيعِ… وللأمانْ في صَدرهِ حُكمٌ، وفي عَينَيْهِ نورٌيفتي القلوبَ، ولا يُجادِلُهُ اثنانْ وسماتُه……

اترك تعليقاً