كعكعات العيد المذمومة بقلم: سمير الزيات

كعكاتُ العيدِ الْمَدْمُومَة
ــــــــــــــــــــــــــــــ
سَيِّدَتِي ! ، مَهْلًا فَالآَنَ
وَقَد هَبَّتْ نَسمَاتُ الْعِيدْ
مَازَالَ الْقَلْبُ يَنِزُّ دَمًـا
مَازَالَ الْجُرْحُ يَنِزُّ صَدِيدْ
***
وَأَرَى كَعْكَاتِكِ قَدْ صُفَّتْ
وَاَرَى طِفْلَيْنَا يَبْتَهِجَانْ
وَأَرَاكِ عَرُوسًـا قَدْ زُفَّتْ
وَأَنَـا أَبْكِي خَلْفَ الْجُدْرَانْ
***
فَالنَّـارُ بِقَلْبِي سَيِّدَتِي
تَضْطَرِمُ وَتُوشِكُ تَحْرِقُنِي
تَعْلُو حِينًـا ، تَخْبُو حِينًـا
وَتَهُبُّ جَحِيمًـا يَحْرِقُنِي
***
أَيُّ الأَعْيَادِ يُوَاتِينـا ؟
يَتَوَعَدُنَـا ، وَيُمَنِّينَــا
أَيُّ الأَعْيَادِ وَقَدْ عَادَتْ
ذِكْرَى تَجْتَـاحُ أَمَانِينَـا
***
قَدْ فُتِحَتْ سَيِّدَتِي حَوْلِي
تِلْكَ الْفُوَّهَةُ الْمَلْعُونَةْ
قَدْ فُتِحَتْ نَافِذَةُ الدُّنْيَـا
وَأَطَلَّت لَيْلَى مَحْزُونَةْ
***
وّإِذَا طِفلَيْهَا يَنْتَحِبَانْ
مَا بَيْن الْوَحْشَةِ وَالأَحْزَانْ
خَلْفَ النَّافِذَةِ الْمَفْتُوحَةِ
قَدْ وَقَفَا مَعَهَا يَنْتَظِرَانْ
***
مَنْ يَأْتِيَهُم بِثِيَابِ الْعِيــ
ــــدِ ، وَيُثْقِلُهُمْ بِعَطَايَاهُ
فَتَطِيرُ الْبَهْجَةُ وَالْفَرْحَةُ
تَتَرَاقَصُ حَوْلَ هَدَايَاهُ
***
قَدْ يَأْتِي مِنْ خَلْفِ الْمَاضِي
فَيَدُقُّ الْبَـابَ بِكَفَّيْـهِ
يَنْفَتِحُ الْبَـابَ فَيَحْمَلهُمْ
يَفْرِدُ بِالشَّوْقِ ذِرَاعَيْـهِ
***
يَبْسُطُ لِلْحُبِّ جَنَاحَيْهِ
فَتَلُفُّ الْحُبَّ جَنَاحَاهُ
فَيُعَانِقُهُمْ ، وَيُقَبِلُهُمْ
يَحْنُو وَتَفِيضُ حَنَايَاهُ
***
قَدْ يَأْتِي مِنْ هَذَا الشَّارِعِ
أَوْ يَأْتِي مِنْ تِلْكَ الطُّرُقَاتْ
فَيُطِلُّ الْعِيدُ عَلَى الدُّنْيَـا
يَبْتَسِمُ ، وَتَبْتَسِمُ الْكَعْكَاتْ
***
قَدْ يَنْبِشُ فِي ثَوْبِ الظُّلُمَا
تِ ، يَفُضُّ سُبَـات الأَبَدِيَّةْ
يُقْبِلُ بِالنُّورِ عَلَى الدُّنْيَـا
بِيَدَيْهِ قُلُوبٌ وَرْدِيَّةْ
***
فَيَطِيرُ الْحُبُّ حَوَالَيْـهِ
وَتَرِفُّ الأَحْلاَمُ عَلَيْـهِ
وَيَسِيرُ سَعِيدًا يَنْثُرُهَـا
فَوْقَ الأَحْزَانِ بِكَفَّيْـهِ
***
آَهٍ أُخْتَـاهُ ، وَقَدْ عَادَت
ذِكْرَى مَحْبُوبِكِ تَفْرينَـا
فَيَعضُّ الْمَوْتُ أَنَامِلَنَا
يَنْتَزِعُ جُذُورَ أَمَانِينَـا
***
آَهٍ لَيْلَى أَضْنَاكِ الْهَمْ
وأتاكِ العيدُ بريح الغَمّ
آَهٍ لَيْلَى ، يَا تَوْأَمَ رُوحٍ
قَدْ غُمِسَتْ فِي بَحْرِ الدَّمْ
***
بِالْوَجْدِ انْبَجَسَتْ عَيْنَاكِ
وَحَبِيبُكِ زَاغَتْ عَيْنَاهُ
قَدَرٌ بِالْحُزْنِ يُدَاعِبُنَا
وَكَأَنَّ الْحُزْنَ وَرِثْنَاهُ
***
فَالْمَوْتُ هُنَالِكَ سَيِّدَتِي
تَحْتَ النَّافِذَةِ الْمَفْتُوحَةْ
يَتَرَقَّبُنَا فَردًا فَرْدًا
وَيُشِيعُ حَوَالَيْنَا رُوحَهْ
***
صَبْرًا أُخْتَاهُ ، وَيَا أَسَفِي
لِعُيُونٍ نَامَتْ مَلْهُوفَةْ
فَدِمَاءُ حَبِيبِكِ يَا لَيْلَى
فَوْقَ الْكَعْكَاتِ الْمَصْفُوفَةْ
***
سَيِّدَتِي ! ، مَهْلاً وانْتَظِرِي
سَيِّدَةَ الْعَالَمِ مِنْ حَوْلِي
تِلْكَ الْكَعْكَاتُ سَتَقْتُلُنِي
أَتُرى أَزْمَعْتِ عَلَى قَتْلِي ؟
***
لَنْ نَأْكُلَ أَبَداً سَيِّدَتِي
تِلْكَ الْكَعْكَاتِ الْمَدْمُومَةْ
لَنْ نَشْرَبَ أَبَدًا يَا لَيْلَى
نَخْبَ الأَحْزَانِ المَشْئُومَةْ
***
الشاعر سمير الزيات
ليلى هي أخت الشاعر رحمها الله

Related Posts

الغدر للشاعرة اللبنانية ملفينا ابومراد

الغدر**الغدرُ سيفٌ لا يُرى في قبضَةٍيُخفي ويَجرح، لا نُميّزُ مقرَّهُ نخشى الخيانةَ في العيونِ، فإنّهاسرٌ يُدارُ، ولستَ تدري مفرَّهُ يَجرح، يُضني، يَقتلُ الأحبابَ فيصمتٍ، فتَبهَتُ في العيونِ ممرَّهُ ضَحايا الغدرِ…

بغداد عاصمة الثقافة والفنون على موعد مع حدث موسيقي استثنائي

تشهد بغداد يوم الثلثاء الاول من نيسان حفلاً مميزًا من موسيقيين العالممع الاوركسترا الفنلندية العربية على المسرح الوطنيو التي ستقدّم من خلاله مجموعة من أشهر الأغاني و المقطوعات الموسيقية لمؤلفينَ…

اترك تعليقاً