قال لي ..// بقلم طلعت كنعان

قل لي:
كيف نحطم المرايا لنرى فيها صورنا؟
هل نراها مشوهة أم لا؟
لكنها ذكرياتنا.
إنهم ينزلون الصور التي تظهر فيها رسائل الحب، قديمة، ملطخة بعدد السنوات، مرسومة بزيت الزيتون على قماش ذاك الفستان الأبيض الذي كان سبب سعادتك وفرحتك.
لماذا تمشي حافي القدمين على شظايا الخزف ،وبقايا تلك الألعاب التي قمنا بتجميعها في دفء منزل صغير أو بخيمة لاجئ قتلها حر الصيف ،واخترقتها زخات المطر.
هل تتذكر ضحك الأطفال الذين تراكضوا أمام وفي منزلنا الصغير؟
كانوا أكثر عددا من نجوم ليالينا وأجمل منها.
بالأمس كنت أبحث عنهم بين قصائدي الشاحبة المنهكة، حيث لبست الروح ثيابها العتيقة، لم أجد الحروف التي تتكون منها أسماؤهم، ولا رأيت اللون الأزرق في عيونهم، كانت عيون سوداء تحاكي ظلام الليل.
شعرت أني فقدت ابتسامتهم حين رحلوا ورحلنا ،لقد مضى الوقت مثل أشرعة سفينة غرقت في الزمن، ملفوفة بألواح من أمل، وتحمل ذكريات وأشواق وألف قصة،ولكن لا شيء نستطيع أن نفعل.
فقد تراكم غبار السنين على رفوف ذكرياتنا ‎فأثقلها وزنه ،لكننا ما زلنا نبحث عن الدفء المدفون في الجسد والروح ونسبح على أمواج هواجسنا وخوفنا.
نحسب السنوات العكسية لنصل إلى نهاية رحلتنا، لنتعانق يوما داخل كرة من النار والحنان لسنوات خلت .
نعم لنبدأ من جديد.
طلعت كنعان
دفاتر قديمة

Related Posts

سيماء رمي العقال والشماغ في الثقافة العربية القبلية بقلم فرج الحسين

سيماء رمي العِقال والشماغ في الثقافة العربية القَبَلية:للعقال وغطاء الرأس سواء كان شماغاً (يشمراً) أحمراً أو غترة بيضاء أهمية كبيرة في الثقافة العربية والموروث الشعبي العربي لأن اليشمر والعقال يحتلان…

سورية لا تخافي سلمان له وقفه

يا سعودي يا فخرنا، يا عِزنا ويا مجدنايا وهج صبحٍ سرى، ما غيرك بعيني سنا من سلالةْ من جدوده ما تخلّى عن وفافزعةٍ لا هبّت الدنيا، وقف ما قد جفا…

اترك تعليقاً