فارسُ الغَيم بقلم الشاعر محمد الزهراوي أبو نوفل

فارسُ الغَيم

إلى
روح الشاعر كارسيا لوركا

أبْني لهُ ضَريحاً
في فَضاءٍ آخرَ مِن
الأغْنِياتِ والأعْشاب.
إذْ يسْكُنُني..
فارِسُ الغَيْمِ
ويَرُدُّ الرّوحَ ِلي.
هاتوا الرّقْصَ لِهذا
الغَرْناطيِّ لِيُغنّيَ
في كلِّ الْمَيادينِ.
هُوَ ماءٌ غزيرٌ
في أنْدلُسٍ.
وَلَعلّهُ عُطورٌ مَنْسِيّةٌ
مِنْ عُهودِ بَني
الأحْمَرِ افْتُضِحَ أمْرُها
وتُريدُ أنْ تَمْحُوَها
الرّيحُ عنْوَة.
ها هُوَ يَرْتَجِلُ أحْلامَ
عُرْسٍ في الظّهيرةِ
يَجْتَرُّ وَقْتاً آخرَ مِنَ
الْمَصَبّاتِ لِتزْهُوَ
الْفُصولُ مَرّتيْنِ
وَثلاثاً وَسَبْعاً.
هذا لغْوٌ آخرُ..
رَكْبُ حَجيجٍ إلى
حَمّامِ فينوسَ !
حُضورُه في
السّاحاتِ قَبيلَةٌ مِنَ
الْعَمائِمِ والْهَديرِ
وَالْمَطرِ والأجْراس.
اَلرّحابةُ وجْهُهُ ..
بِأقْمارٍ ونُجومٍ وبِحارٍ.
هذا الْحَمامُ يَهْدِلُ
بيْنَ طبّالينَ
وعازِفين ويَسْقي
عَلى الأرْصِفَة
أشْجارَ نارَنْج.
أَلا دُقّوا لِلْغَجَرِيِّ
صُنوجَ الكَرْنفالِ
فَنايُهُ يَحْلُمُ بِمُروجٍ
نائيّةٍ في الكَيْنونةِ.
وحْده قمَرُ
الْوِدْيانِ والقَصَبِ
يُغَنّي لِلسّواقي
والنّجومِ القَصِيّةِ.
وحدَه بِتِلْقائِيّةٍ يتَرَجّلُ
عن جَوادٍ ويَذْهبُ
بي إلى أُفقٍ من
كُؤوسٍ وثَلْج.
انْصَرِفْ يا نَديمي
لا شَيْءَ في غابَتي
غَيْرُ دُلْبِكَ
الْمُنْتَشي بِعَبيرِ
الأزْمِنَةِ الْمُصابَةِ
بِصَعْلَكَةِ الْحِبْرِ
وَدَنْدَنَةِ التّواشي ؟
بيْن الزّيْتونِ عَلى
قِرْميدِ غرْناطَةَ
اُغْتُصِبَ الْبابونج.
أقَتَلوكَ ..
رَحّلوكَ عُنْوَة
أمْ رَمَوْك في الّلجِّ
لِتَلْحَقَ بِالمُخْتارين؟

محمد الزهراوي
أبو نوفل

Avatar

صحيفة نحو الشروق

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

Related Posts

على متن القطارات

بسام العبدالله قطارُ العمرِ مضى، والضوءُ في أفقٍيُلوّحُ الودعَ.. والأرواحُ في شُرُفِ مررْتُ بالبصرةِ الأولى.. فكم وجَعٍعلى الأرصفةِ الذكرى بلا طَرَفِ وفي الموصلِ الغنّى، تهاوى نخلُهاكأنّهُ الحلمُ قد طارَ من…

احتفاء باليوم الوطني للفنان ، نظم قطاع لولاية جيجل فعاليات عديدة تحتفي بالفنانين و المثقفين في مختلف دروب الابداعبداية الاحتفالات كانت بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية حيث نظمت أصبوحة فكرية أثثها…

اترك تعليقاً