” غادر/ بقلم الشاعرة : عتيقة رابح #زهرة المدائن

غادر***&&
…….
وماذا بعد
لا يسكت ذاك الصرصور
صوته كسر
حاجز النزوح…
حين إعتقد السكون
انه في مركز القيادة
اصطفت العناكب معسكرة
تغازل ضوضاءه ” هيت لك”
تحيك سترة شتوية
لبيت الشعر …
الذي لا منابت فيه
إلا زقوم خديعة
وفي الأرجاء شُج البساط
وانسلت خيوطه مزحزحة الأقدام
وسقطت عن عرض الأكتاف عباءة
فُرشت موطئا للخنازير
وفي عرين الأسود…
المطر في حزنه
يثقب سماكة الغمام
إمتلأ قلبه ..
لا يُخرِج برقه ورعده غضَبا
منزوع الطاقة ..
فقط تنهُد الريح
يصفر في أذن المغيب …
أما الصدى في الديار
يقلب صُحف الذكرى
موبخا ….
كنتَ رحلة نازقة..
ايها العابث بفرو الثعلب
حاملٌ عمرك
لثلاث أخبار شتوية
يتلوها تبخترك …
آخرها تَبنى “كان”
وأولها تبنى “سنكون”
اما أوسطها حمله الإنقلاب ثم فنى
وبينك وبين المكائد شبر وذراع …
وماذا بعد..
ألا يسكت طنينك
أيها الصرصور؟!
مقطوع الأوتار.. كمانك
نشازه يَعبُر للجنون
يذبذب داخل مراكز الدماغ …
وماذا بعد
ممحوق الصدق …
منذ أول مشهد..
مسرحه باب عاجي
يتبوأ مقعدا من السراب
فوق كثبان الفَلَتْ
تلك الشجرة
في مخيلة الكُفر…
رُسمت
بريشة نُتفت
من شعار مهاجرٍ عبر الأثير
فارغة من أنساغها ..
منذ البذرة والحرث …
تبيع اوراقها ذات الإنتماء الخريفي
خلف نوافذ رقمية
هُس ….بعض الصمت أيها الصرصور
صوتك ثاقب للطبول
هرج صنيعك في شاشات الدجى
لا تَزُج لمعتك للخوارج
كرسالة بارقة..
ففي قارورة السكارى
الراحلة بالبريد العاجل
بواقي قطرات تبحث عن …
الشفاه المغمورة بالأزرق لترتشفها
مزيدا من ثُمالة
شربتها الشمس وترنحت
ماعادت تعرف صيفها …
وشتاءها إغتابته صلوات إستسقاء ……
ماذا بعد
قُبلة طائشة
تحملها زوابع الصحراء
نحو المدن المسجونة
في دهاليز الوداع..
تمر بجموع النادمين
فتضرب على رؤوسهم
فيهرولون …
مثقلة رؤوسهم
كالطير المذبوحة
لا تعرف أين سترميها
سكرة الموت
فماذا بعد ….
هنا تكشفت الحقيقة
سيقان البطر هزيلة
تسخر منها النسور …
بَطُلت نزغاتها
لا وقت ينتظر
فرَّقَصات الساعات لا توقف المسير
حتى لو لم تُقطع حبال طنينك
أيها الصرصور
ستأتي المفاجأة لتداهم العادة
فتسحق مكوثك
وستبني خلوات الترتيلات
جدارا فاصل ..
فيلبسك العدم وسط الحضور
فلا يكون لك بعد ….

#عتيقة رابح #زهرة المدائن 🖊
الجزائر🇩🇿

المحرر الصحفي: عوض خلف عوض

المحرر الصحفي: عوض خلف عوض

مراسل صحفي في صحيفة نحو الشروق مدير في شركة سياحية

Related Posts

سيماء رمي العقال والشماغ في الثقافة العربية القبلية بقلم فرج الحسين

سيماء رمي العِقال والشماغ في الثقافة العربية القَبَلية:للعقال وغطاء الرأس سواء كان شماغاً (يشمراً) أحمراً أو غترة بيضاء أهمية كبيرة في الثقافة العربية والموروث الشعبي العربي لأن اليشمر والعقال يحتلان…

سورية لا تخافي سلمان له وقفه

يا سعودي يا فخرنا، يا عِزنا ويا مجدنايا وهج صبحٍ سرى، ما غيرك بعيني سنا من سلالةْ من جدوده ما تخلّى عن وفافزعةٍ لا هبّت الدنيا، وقف ما قد جفا…

اترك تعليقاً