
بسام العبدالله
قطارُ العمرِ مضى، والضوءُ في أفقٍ
يُلوّحُ الودعَ.. والأرواحُ في شُرُفِ
مررْتُ بالبصرةِ الأولى.. فكم وجَعٍ
على الأرصفةِ الذكرى بلا طَرَفِ
وفي الموصلِ الغنّى، تهاوى نخلُها
كأنّهُ الحلمُ قد طارَ من السّجفِ
وسافرتُ بغدادًا، فهل تركتْ
بقلبي سوى أُنسٍ بلا كتفِ؟
على دجلةٍ كنّا نُغنّي طفولةً
فصرنا نُحدّثها عن المُنحرفِ
وفي كلِّ سِكّةِ عمرٍ كنتُ أزمعُها
أضعتُ نفسي، وكم ضيّعتُ من هدَفي
وها أنا أكتبُ الأسفَ الذي احترقَتْ
به السنينُ على متنِ القطاراتِ في اللهفِ