عروس الشاطئ شعر : عبد العزيز محيي الدّين خوجة

عروس الشاطئ


شعر : عبد العزيز محيي الدّين خوجة


يا شاطئَ الشّمسِ هل تَدري بما كُتِبا
خــطَّ الـهـوى قــدرًا ثــمَّ الْـتَـوى هـرَبـا

لــم يــدرِ أنّ الــذي قــد شـاء عـاصفةٌ
هـزّتْ قـلاعَ الأسـى ثـمّ اسـتَوتْ لـهَبا

كــأنّــمــا انــبــعـثـتْ نـــــارٌ مــخــبَّـأةٌ
شــوقـي تَـقـمّصَها هَـيـمانَ مــا تـعِـبا

مـــا كـــان يَـعـلـمُ أنَّ الـحـبَّ أُحـجـيةٌ
مـــا فَــكَّ طَـلْـسمَه قـلـبٌ ومــا رغِـبـا

يــا سـاهـرَ الـلّيلِ والـنّجماتُ تـسألُني
مــا قـصّةُ الـحبِّ قـد أضـناكَ وانـسحَبا

مــا قـصّةُ الـهُدبِ نـالت مـنكَ أسـهُمُه
مــا قـصّـةُ الـقـلبِ لـمّـا فــزَّ واضـطـرَبا

مـا قصّةُ الحُسْنِ في عمري له قِصصٌ
لــمّـا تـنـائـى ومــا أبــدى لـنـا سَـبـبا

قـــد غَـــرّهُ مــن عـيـوني مــا أكـابِـدُه
فـــراح يُــبـدي لــنـا الإنــكـارَ والـعَـجَـبا

قــد ضِـعـتُ والـبـحرُ جـذلانٌ يُـداعبُني
والـمـوجُ يـأخـذُني فــي الـتِّـيهِ مُـغتَرِبا

والـشّـطُّ يـسألُني عـن مـوعِدي مـعَها
يـزهـو بـهـا وهْــيَ تـخـطو فـوقَه طـرَبا

كـأنّـهـا مــوجـةٌ مِـــن بــحـرِه قُــذِفَـتْ
أعـطتْ لـها الشّمسُ مِن ألوانِها شُهُبا

كـأنّـها أمــرُ «كُــنْ»، كُـونـي لـه هـبةً
كُـونـي لــه فـرحًـا كُـونـي لــه غـضَـبا

كُــونــي لــــه أمــــلًا وحْــيًـا يــلازِمُـه
كُـونـي لــه مـطـرًا كُـونـي لــه سُـحُبا

كُـونـي لــه الـكـونَ والأنـغـامَ أجـمَـعَها
كُــونـي لــه الــرّوحَ والأنـفـاسَ والأرَبــا

كُــونـي لــعـلَّ الـمُـنى يـومًـا تـداعِـبُه
كُـونـي لــه دَعَــةً كُـونـي لــه الـصّخَبا

لـكـنّـها نـسِـيَـتْ مـــا قـــال خـالـقُـها
قالتْ سأعطي الهوى مَن شاءَ أو رغِبا

لا لـسـتَ وحــدَك فــي الـدّنـيا أُلاعِـبُه
بــل أنـتَ وحـدَكَ عـطشانٌ ومـا شَـرِبا

لـكـنّـني فـــي إبــاءٍ قـلـتُ: سـيِّـدتي
عــودي إلــى الـبحرِ لا شـوقًا ولا عَـتَبا

يــا أنـجُـمَ الـلّـيلِ هـذي قـصّتي مـعها
لــمْ يـبْقَ فـي رحـلتي إلّا الـذي ذَهَـبا

Related Posts

سيماء رمي العقال والشماغ في الثقافة العربية القبلية بقلم فرج الحسين

سيماء رمي العِقال والشماغ في الثقافة العربية القَبَلية:للعقال وغطاء الرأس سواء كان شماغاً (يشمراً) أحمراً أو غترة بيضاء أهمية كبيرة في الثقافة العربية والموروث الشعبي العربي لأن اليشمر والعقال يحتلان…

سورية لا تخافي سلمان له وقفه

يا سعودي يا فخرنا، يا عِزنا ويا مجدنايا وهج صبحٍ سرى، ما غيرك بعيني سنا من سلالةْ من جدوده ما تخلّى عن وفافزعةٍ لا هبّت الدنيا، وقف ما قد جفا…

اترك تعليقاً