عتمة الوحدة لا تشبع من جنون الحرف بقلم: “العامرية بلقيس”

عتمة الوحدة لا تشبع من جنون الحرف ..
و بدون البوح يا سيّد الغياب لا يمكن لامرأة البلور أن تعكس أوجه ذاتها و وجدانها على صفحات دفاترها ..
فتلك المساحات الهندسية يا سيّدي هي عوالم الحياة التي تمدك بها هي .. عالم تمتلكه أنت و عالم تتحسسه هي ..
بين عالم الحلم و الواقع ..
لذا يا سيّدي ..
إذا كتب حرفي للعشق ، لا بريد يستطيع إيقاف رسائلي
حتى و لو توهّمت الرحيل فأنا منك و إليك ولك أكون ..
فقصائدي قُبلة حُب لروحٍ واحدة أهديتها قلبي ..
لا تميل قيد أُنملة باتجاه آخر ، ولو غزت قوافل الهجر مخدعي ..
و زارت جيوش الرجال محراب مكتبتي ..
ستجد أنّ الذي بيني و بين حُلمي و واقعي يخرج من صراطٍ واحد هو الوفاء ..
فقرّ عينًا سيّدي فمازال في هذا العصر إمرأة مثل زليخة إلا و أنّي عرفت و أحببت الله قبل البشر ..
ففي جوفي قلب امرأة من بلّور نقي ساحر ، ذو أوجه مشعة لأبواب تعكس الأمل .. الفرح .. النقاء .. الوفاء .. و الصدق بكل ما تعنيه الكلمة ..
صحيح سيّدي أني أكتُبُ من خيال .. لكنّه نبض صادق وُلِد من رحِم الحياة ..
يبكي قلمي لبكائي و بكاء طفل يموت جوعا لشربة حنان ..
يكتُب لحزني و حزن كلّّ أنثى كُسِر خاطرها و قلبها لأنّها فقط جُبِلت أن يكون عقلها في قلبها فتأذّت ..
أكتب للغربة .. للوطن .. للبائس و اليائس .. ألسنا في دوامة الرحيل ، نرتحل من حياة لحياة أخرى .. مرة جبر و مرة كسر هكذا هي دار الغرور ..
لذا يا سيّدي ..
سأبقى أطهو ما شئتُ من القصص و الحكايا ، و سأنسج من حروفي ما شئتُ من خيوط الخيال ..
فالذي بيني و بين حُلمي مسافة حرفٍ و قصيدة ..
و ستبقى رسائلي ببريد الذاكرة عنوانا للوفاء ..
فارحل أنّى شئت فلي مكان بضلعك يموت إذا لم تستطع يومًا الرجوع ..
__________
🍂
امرأة من بلّور 🍂 _________
العامرية بلقيس
Avatar

صحيفة نحو الشروق

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

Related Posts

الكتابة مرآة الذاكرة الذاكرة والكتابة للكاتبة ملفينا ابومراد

الكتابة مرآة الذاكرة… بين الفهم والتفهيم الذاكرة والكتابة الذاكرة هي المحور، والكتابة هي الحوار. فكيف تكون الكتابة حوارًا؟الحروف التي تتكوّن منها كلماتنا، تثير الذاكرة، فتذودنا بما نريد كتابته. وكأنّ كل…

الذاكرة والضمير (ضمير الإنسان) للكاتبة ملفينا ابومراد.

الذاكرة والضمير(ضمير الانسان ) تعني كلمة “ضمير” ـ وَفقًا لـ”مُعجم المعاني الجامع”: استعدادا نفسيّا لإِدراك الخبيث والطيب من الأعمال والأَقوال والأَفكار، والتفرقة بينها، واستحسان الحَسن واستقباح القبيح منها. ويُقصد بـ”الضَّمير…

اترك تعليقاً