صمت متألم بقلم الشاعر عبد العظيم كحيل

صمت متألم

الصمت خير من الكلام
ماذا يقال في هذه الأيام
في أمة ماتت حواسها
العمى.. الصُم.. البُكم
فقدت وظيفتها
ماتت نخوتها
على قارعة الطريق سترها
رأسها إتجه شرقاً او غرباً
بقي ذيلها مربوط بحبلها

أمة الصُم
تحمل أذنان فيل ولا تسمع
أجساد ضخمة
رؤوس فارغة مثل طبل
بطون تحِش طوال اليوم
حياتها كلها طعام
ما تدلى من تحت البطون
وظيفة للبقاء

أمة العمى
لديها عيون الصقور و لا ترى
تحلق في السماء
عيونها على فريستها
تصطاد لتأكل
تختار عشيقها
يبنيان عشهما
يتسكعون في الفضاء
تحضنهما الأشجار
فيها يتم اللقاء
ليلاً ونهار
ثم فراخ يربونهما
فهذا كل شيء

أمة البُكم
تحمل فم الحمير
إن نطقت ….
برزت هويتها…
إنها نكرة
إن أنكر الأصوات لصوت الحمير
كل أوساخ الأرض
ترمى لها و عليها
تحمل مظالم الدنيا بأكملها
هي الخانعة الذليلة
الراكعة المُسخرة لمن يسوِقها
يشتريها ويبيعها
ولما لا أليس الحق لمالكها
رأس طموحها حزمة تبن
ودلو يسقيها

أمة إمتدت شرقاً وغرباً
جنوباً وشمالاً
إنقطع جزء من لسانها
إنفقر جزء من عيونها
صب الرصاص في جزء من آذانها
للصدق و الأمانة
أبقوا للأمة أجزاء مما يريدونه
أصبحت أمة الروبوتات
برامج منذ زمااااان أعدت
حيوانات مشتقة من الأحياء

نحن منهم
لا تحتمق ولا تحتدّ
عزيزي القاريء
الاًسطبلات أو اذا أردت
المحميات
هم للأسف
ببلادنا ومدننا و أحيائنا
في كل بيت
طاعون قاتل تفشى
صُمٌ بُكمٌ عُميٌ
فيهم لا يسمعون
ولا يَعون ما يفعلون

عبد العظيم كحيل

Avatar

صحيفة نحو الشروق

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

Related Posts

قلبٌ حالم في زمن صعب بقلم يسار الحبيب

قلبٌ حالمٌ… في زمنٍ صَعْب! لم تكن معرفتي بأدباء وباحثي محافظة الحسكة ومدنها قبيل عام 1998م إلا من صفحات الكتب أو المجلات، يومئذٍ كنت أتمتم حروفي الأولى، في تجربة شعرية…

إلى رسول الله

بَانَتْ سُعَادُ فَأَشْرَقَتْ فِي الْقَلْبِ بُشْرَىوَمَا لِعُيُونِي بَعْدَهَا الصَّبْرُ أَوْ قَدْرَارَسُولُ الْهُدَى، بَحْرُ الْجَمَالِ وَرَحْمَةٌفَجَاءَتْ بِمَوْلُودٍ أَضَاءَ الدُّجَى نُورَاهُوَ الْبَدْرُ، لَكِنْ لَيْسَ يَأْفُلُ ضَوْءُهُوَلَا يَحْجُبُ الْغَيْمُ الْمُنِيرَ لَهُ سِتْرَا بِمَوْلِدِهِ…

اترك تعليقاً