شجيج عتيج بقلم الكبير/عيسى الشيخ حسن

في البحث عن كلمة السرّ
الكلمة المفقودة
الضائعة
ملأنا المربعات بالخُطَا
من اليمين إلى اليسار
من الجنوب إلى الشمال
مشينا خلف الكلمات الطويلة
طمسناها بالجثث
والمؤتمرات اليابسة
.
هكذا
من دون خبرة كافية بقراءة الجرائد
ولا نظارات طبّية
هكذا.. نمدّ بساط الكلمات
فوق جغرافيا خشنة
ونطمس حروفاً من شوك
دمشق (أربع حروف وسط الرقعة)
البحر الأبيض (عمود منسدل)
ألمانيا (يسار الصفحة من تحت)
ألامانيا (كما تقول جارتنا الكردية)
وطمست الحروف بدموعها
عبدالله إيلان (ضوء أفقي أعلى الصفحة)
طمسنا الحروف بالماء
فارس خضر(وجع عمودي يمين الصفحة)
وضعنا ورد بيروت فوق الحروف المقصوفة
.
البلم/ القصف/ جنيف/ بون كي مون/ التحالف/ الجزيرة/ التظام/ المعارضة/ الربيع العربي/ اليونان/ المجر/ المخيمات، الثلج/ الزعتري/ اسطمبول/ الميليشيات/ الليرة السورية/ الأحزاب الجديدة/ أسواق النخاسة/ سكود/ المتفوقون في المنافي/ نتائج المفاوضات/ البنود/ الصحفية المجرية/ تفخيخ/ مجزرة/ شعراء بلا حدود/ فلافل/ باذنجان/ بائعو قطع غيار بشرية/ مافيات وطنية/ كيري-لافروف/ شبيحة/ مندسّون/ قطارات/ مظاهرات/ مسيرات/ طائرات/ براميل/ الرقة/ مضايا/ شيشان/ أفغان/ دولار/ خبز/ دم/ حاجز/ هويّات/ مسلم/ مسيحي/ سنّي/ علوي/ كردي/ عربي/ سوسيال/ عوّأد/ جاسم/ جورج/ كاميران/ وضحة/ جورجيت/ إيفين/ مسعود/ سعيد/ سعد….
مربعات بكيلومترات طويلة
مربعات بساعات متواصلة
ملأناها
بالحبر الأسود
بالدم والرصاص
بالفؤوس والسواطير
بالرؤوس المقطّعة
بخيام بيضاء عليها ختم الـ un
بفتاوى زواج الصغيرات
بجوازات سفر مزوّرة
.
كلّ صباح يعوي الأمل
كلّ صباح تقريباً
ونحن نمدّ رقعة الوجع
والحروف التي جمّعتها نشرات الأخبار
نحن هنا أيضاً يا ليلى
نفرد الرقعة جيداً
كلّ صباح
نعم
وننفضها بهدوء
أمّي تخاف أن نزعج الشهداء
-بهدوووووء
ثمة نازح من حمص
نام الآن (بالكاد)
بهدووووووووووووووووء يا ولد
*
فوق الجبال نشرناها
فوق البحر
فوق القرى التي محاها العابرون
فوق الأسماء الجديدة
رقعة من حروف مرصوفة بعناية
حروف تمسك بالسواطير
حروف تمسك بالمسدسات
حروف تمسك بالدعاء
الدعاء الطازج من أمهات مكلومات
حروف من غبار ودم ومدن منسية وآثار ونفط ونساء في المبغى الجديد ونخاسين طارئين وتجار أسلحة ومنسقي مؤتمرات دولية وجرائد وتأشيرات وطلبات لجوء وطبيخ نشرات إخبارية وثياب عيد وملاجئ وجمعيات خيرية وصمت بنكهة اليأس وضحك محبوك جيداً بالأخبار الجديدة.
فوق الجبال
ثمة شجر نابتٌ في الرقعة
فوق البحر
ثمة أشرعة بيضاء هامدة
ثمة غرقى نزلوا من ذلك المربع
بهدووووء
.
لاتنتظري غيمة يا ليلى
لتفسد الكلمات
لا تنتظري شمساً
لتهترئ الرقعة
هذا وجع
سنملؤه بأقدامنا
سنملؤه تماماً
وحين يأتي الليل
ستومض الكلمة المفقودة كحلم
كنيزكٍ ضالّ
____
7-7-2016
#شجيج_عتيج

المحرر الصحفي: بسام أحمد العبدالله

المحرر الصحفي: بسام أحمد العبدالله

بسام العبدالله بن احمد حاصل على الاجازة في كلية التربية قسم معلم صف ودبلوم تأهيل التربوي من جامعة دمشق لديه العديد من القصائد وحاصل على العديد من بطاقات الشرف والتقدير من العديد من المجلات العربيه وحاصل على جائزة جمعية الرواق الثقافية

Related Posts

سيماء رمي العقال والشماغ في الثقافة العربية القبلية بقلم فرج الحسين

سيماء رمي العِقال والشماغ في الثقافة العربية القَبَلية:للعقال وغطاء الرأس سواء كان شماغاً (يشمراً) أحمراً أو غترة بيضاء أهمية كبيرة في الثقافة العربية والموروث الشعبي العربي لأن اليشمر والعقال يحتلان…

سورية لا تخافي سلمان له وقفه

يا سعودي يا فخرنا، يا عِزنا ويا مجدنايا وهج صبحٍ سرى، ما غيرك بعيني سنا من سلالةْ من جدوده ما تخلّى عن وفافزعةٍ لا هبّت الدنيا، وقف ما قد جفا…

اترك تعليقاً