سلسلة حوار مع الكاتبة جميلة بن لموفق


اِمرأة مولعة  بالكتابة  ، مناضلة تحدت كل الصعاب ، تسلقت أشجار الصبر بالإرادة،لم تتوقف مواصلة الدرب إلى أن وصلت و أصدرت  مولودها الأدبي، موهوبة متألقة بحرفها و رونق حضورها ، جميلة هي بتواضعها
كاتبة اليوم هي جميلة بن لموفق
سنأخذكم في رحلة حوارية لنتعرف و نتقرب منها أكثر فأكثر،و نجعل القارئ يخوص في حرفها و نبض قلمها
# الحوار
صحيفة نحو الشروق : أهلا وسهلا بك ضمن هذا المنبر ،
سعدنا بقبولك لنا ، لو تفضلتي تعريفا موجز عنك ليتعرف عليك القارئ.

-جميلة بن لموفق ، قلم جزائري يتسلق أشجار الحياة بكثير من الارادة و الصبر ، و يتقدم بخطوات صادقة رغم بطئها…
صحيفة نحو الشروق :
كيف كانت بدايتك وكيف توجهتي إلى فن الكتابة ؟
– البدايات كانت مع النهم الى القراءة ، وحصص التعبير الكتابي بالمدرسة .. ثم كتابة بعض المحاولات الشعرية. فالبداية كانت مع الشعر ثم النثر …أما  الدخول الى الكتابة ليس له بداية ولا نهاية ، إنها تعتنقنا فجأة دون أن نقرر نحن ذلك . كنت طفلة عندما خط قلمي أولى خيباتي ، وخيبات الوطن ، وعندما أتذكر الآن تلك البدايات استغرب إذ طرقت مواضيع كبيرة بعُمر مبكرة..
صحيفة نحو الشروق :ماهي أهم أعمالك الأدبية ، و ماهي الدار التي تنشر احتضنت كتاباتك ؟
– ليست كثيرة طبعتها جميعها وزارة الثقافة ولم التقي بها بكل اسف فهي حبيسة أدراج المخازن ولا أدري السبب..اذا استثنيت مجموعة شعرية بعنوان ” نقطة بعيدة ” .. طبعت لي أيضا كتاب بعنوان ” واقع مستتر تقديره نحن ” وروايتي بعنوان ” ازدحام في النفق الاخير من الذاكرة ” لترى النور بحلة أجمل وهي تحمل عنوان ” رسائل معتقة”،حيث أني لم أتعامل مع دور النشر من قبل بل طبعت بدعم من وزارة الثقافة ، أما روايتي الأخيرة فقد كانت من إصدارات ( دار خيال للنشر والترجمة ) وللأمانة لم أباشر أنا التعامل معهم ، تكفل بذلك صديق محترم بارك الله فيه.
صحيفة نحو الشروق : ماهو الحافز و الدافع الذي جعلك تستمرين في الكتابة و تؤمنين بقوة قلمك ؟
– حافزي الأول هو حب الكتابة ، وقد كان والدي _ رحمه الله _ الداعم الأكبر لي في بداياتي..

صحيفة نحو الشروق : ممكن تحدثينا عن احدى كتاباتك بالاضافة إلى مقطع منها لننير القارئ بحرفك.
–  روايتي ( رسائل معتقة ) هي عبارة قصة أبطالها جميعهم من مدينة ” بوسعادة ” وتدور أحداثها بين بوسعادة والمسيلة ، كما أنها تتطرق في بعض جزئياتها لتاريخ المنطقة في مختلف حقبه..
– مقطع من الرواية : “سیدي نایل” یا أبَ كل الأولیاء الصّالحین في بوسعادة ، وخادم الأولیاء خارجھا ، فأسموك نائلا لما نلته من خیر وشرف خدمتھم ، یا ابن الأشراف ، یا حفید “فاطمة الزھراء “بنت المصطفى _ صل الله عليه وسلم _ ، ھل من دُعاءٍ منك یُبلّْل عروق المظلومین ، ویُضمد جروح المھزومین؟
أو لعنة تطرد بھا الغدّارین من حِمى ھاته الأرض الزكیّة ، ؟
سيدي عبد الرحمن الديسي .. يا برنس التقوى في مدينتي ، وعمامة الوقار بها ، ويراع العلم والادب ، علمني من تقواك آية تشد أزري .. وتروي روحي العطشى لسِنة أو نوم..
حتى أولئك الذین جاؤوا من خلف البحار ، حین رأوكِ یا بوسعادة تصوَّفوا و استأذنوك في أن یصبحوا أبناء لك بالتّبني.
ھاھم یخلّدونك لوحة في جدار الزّمان ، حین رسمكِ ” إیتیان دینیه” بألوان الخلود ، أعلنكِ جنةً قدّسَتْھا عُذریةُ ألوانه.
و رفعكِ مكانا علیّا لما أسرّ لـ”مَكَّة” أم القرى یوما حين زارها حاجا (إذا كان ھناك جنّة فوق الأرض ، فإن اسمھا بوسعادة)
و كافأْتِه أنتِ–وردُ الجمیل من شِیَمِكِ- عندما جعلتِ بیته مزارًا للسُّوَاح القادمین من كل الدّنیا ، لیسمعوا قصة عشقه لك ، و ولعه بك ، عاشقا وفیّا للغتك و مبادئك ، وعاداتك ، وبساطة سكانك. وتدينك وتقواك فكان ناصرا لكل ذلك باسمه الجدید (ناصرالدین)، وجھاده لبني جلدته في سبیل نُصرتك.
ومتحفا یحفظ أثاره التي لیست إلا أنتِ في لوحاتٍ ، رسمھا وفاءً لكِ ، وحبا لأيام قضاها بك ، ضریحا ضمّه بعد أن أوصى بدفنه في تربتكِ قبل أن تدنّسھا الخیانة.

صحيفة نحو الشروق: ما رأيك في الكتاب و الأدباء  في هذا الوقت ، وكذلك الولوج كبير نحو الكتابة ؟
– نعم هم كثيرون ، وربما أصبح عدد الكتاب أكثر من عدد القراء بكل أسف.. رغم ذلك فالجودة تسجل غيابها غالبا وسط كل هذا الزخم فالوضع غير صحّي من وجه نظري.
صحيفة نحو الشروق :ماهي الصعوبات التي واجهتك في مسيرتك ؟
– الصعوبات غالبا تأتي من داخلنا أولا عندما تأخذنا مشاغلنا من القلم ، و ثانيا غياب القارئ الجيّد الذي يتلقف مايجود به كاتب يأمل في أن يصل فكره وإبداعه . أما صعوبات الطبع والنشر و التوزيع فلها تأثيرها الواضح ولكن بدرجة أقل.
صحيفة نحو الشروق :ماهي العبارات التى تؤثر فيك أو تحفزك؟
– عبارتان تؤثران بي جدا..( الهي ماذا وجد من فقدك ، وماذا فقد من وجدك ).
( الضربات القوية تهشم الزجاج ، وتصقل الحديد)
صحيفة نحو الشروق : ممكن كلمة أخيرة للقارئ
هما كلمتان الأولى للقارئ أقول له دمت قارئا وفيا لكتابك.. والثانية لغير القارئ أقول له ” إقرأ ”
صحيفة نحو الشروق:
سعدنا بحضورك معنا و بتواضعك و شخصيتك المفعمة بالأمل دمت صاحبة القلم النابض .

Avatar

صحيفة نحو الشروق

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

Related Posts

قلبٌ حالم في زمن صعب بقلم يسار الحبيب

قلبٌ حالمٌ… في زمنٍ صَعْب! لم تكن معرفتي بأدباء وباحثي محافظة الحسكة ومدنها قبيل عام 1998م إلا من صفحات الكتب أو المجلات، يومئذٍ كنت أتمتم حروفي الأولى، في تجربة شعرية…

الإعلامية رابعة الزيات : في ” رابعة Talks ” النقاش بحرية مطلقة !

نجاحات كثيرة و رسائل قيّمة توجت بها الإعلامية رابعة الزيات التي حققت انجازات مختلفة في عالم الصحافة و الإعلام العربي كانت الأم و الصديقة و الأخت في برنامجها شو القصة…

اترك تعليقاً