رَحيق الثَّغر … شعر /د. عبد الولي الشميري


رَحيق الثَّغر
شعر /د. عبد الولي الشميري

رَحِيقُ الثَّغْرِ فِي شَفَتَيْكِ سُكَّرْ
وَفِي عَيْنَيْكِ وَالنَّظَراتِ خِنْجَرْ

عَلَى خَدَّيْكِ تَنْتَحِرُ القَوَافِي
وَمِنْ لَهَبِ الجَوَى اللهُ أَكْبَرْ

هَبِي أَنِّي أَتَيْتُ إِلَيْكِ طِفْلًا
شَقِيَّ الطَّبْعِ مِعْزَفُهُ تَكَسَّرْ

أَتَى يَبْكِي وَفِي عَيْنَيْهِ دَمْعٌ
وَبَيْنَ يَدَيْهِ أَقْلامٌ وَدَفْتَرْ

فَضُمِّيني إِلَى نَهْدَيْكِ حَتَّى
أُهَدِّئَ شَوقَ وِجْدَانٍ تَسَعَّرْ

كَذَلِكَ يَفْعَلُ الأَطفَالُ مِثْلِي
وأَنْتِ أَحَبُّ مِنْ نَفْسِي وَأكْثَر

فَقَالَتْ: مَا عَقَلْتَ مِنَ الصَّبَايَا
وما زالَ الغَرامُ عَلَيْكَ يَظْهَرْ

تُخَادِعُنِي وَعِنْدَكَ أَلْفُ حِضْنٍ
وَحَوْلَكَ أَلْفُ عَاشِقَةٍ وَجُؤْذَرْ

مِنَ البِيضِ الكَواعِبِ كالَّلآلِي
وَكَمْ خَدٍّ بِلَوْنِ المِسْكِ أَسمَرْ

تُخادِعُني بِدَمْعِكَ والقَوافِي
وخَدُّكَ مِنْ صِبَاغِ الغِيدِ أَشْقَرْ

تُشَبِّهُ كُلَّ أَجْسامِ الصَّبايا
فَذِي فُلٌّ، وَذَاكَ الخَدُّ مَرْمَرْ

وهذا العِطْرُ فِي خَدَّيْكَ يَلْهُو
وَيْجْرِي فِي دِمائِكَ مِنْهُ عَنْبَر

أَشُكُّ، وَقَدْ رَأيتُكَ ذَاتَ يَوْمٍ
وثَغرُكَ مِنْ دَمِ القُبُلاتِ أَحْمَرْ

فَمَا لِلشِّعْرِ تَنْصبُهُ شِبَاكًا
أَرَى الشُّعْراءَ مِنْ إبْلِيسَ أَخْطَرْ

فَقُلْتُ لَعَلَّ كَذَّابًا غَيُورًا
تَدَخَّلَ بَيْنَ أُلْفَتِنا وَدَمَّرْ

أَمُدُّ يَديِ إِلِيْكِ وأَنْتِ حَمْقَا
ويَغْلِبُ طَبْعَكِ الخُيَلاءُ والشَّرّْ

دَعِيني، واسألي عنّي نَبِيًّا
لِيَفْضَحَ وَهْمَكِ الوَحْيُ المُطَهَّرْ

حَمَلْتُ الحُبَّ والإخلاصَ دِينًا
وأَسْدَلْتُ السَّماءَ عَليكِ مِئْزَرْ

إذًا، لن نلتقي، ولَعَلَّ يَومًا
يَعُودُ لأهْلِهِ الغَادِي وَيَظْفَرْ

فقالت لا، فَأنتَ نَزِيلُ رُوحِي
تَعالَ، الوَصْلُ بَعَد الصَّدِّ أَيْسَرْ

Related Posts

فتيلٌ من بقايا نبي

صحيفة نحو الشروق

روابي الدمع /محمد مجيد حسين

روابي الدمعمهداة إلى أميرة اللغة المتجددة مرشدة جاويشأحسُ بكِ أيتُها السابحة في ماء العفاف والنبل العميق كلانا فقدنا بوصلة روحينا ..الموت يؤكد عبثية الحياة وهشاشتها حيث يتخندق الكائن البشري خلف…

اترك تعليقاً