خيط نور بقلم الاستاذة نريمان نزار محمد

خيط نور

علي غلام يتيم لم يبلغ من العمر خمسة عشر عاما، ينتمي إلى أسرة كدحت فيها الأم، وحفرت الصخر بأظافرها كي تؤمن لمن تعلقوا في عنقها أبسط الإحتياجات وأقلها…

غلام صغير عركته الحياة، والتهمته أنياب الخطيئة، التفت حوله زمرة من رفاق الشؤم والندامة، بثوا داخل عقله الأفكار المغلوطة ، غذوها بممارسات لا عقلانية طائشة متطرفة، سرقوا ونهبوا، عاثوا في الأرض فسادا، تسولوا، تناولوا المخدرات التي قادتهم كالدواب الى ارتكاب المحرمات… وهكذا استحالت حياتهم بحر من الظلمات اللامنتهي، كلما غصت في عمقه غدا أكثر ظلمة وفسادا.

أهمل الوالدة الشاحبة من المرض، والأخت التي علت جبهتها الصفرة من قلة الغذاء، حتى أوشكن أن يفارقن الحياة البائسة الى حياة أكثر عدلا وطمأنينة…

نسي إنسانيته وتحول وحشا تسيره غرائزه، في عالم احتكرته شريعة الغاب، القوي هو المسيطر المتحكم بمصائر العباد..

وفي أحد الأيام أراد ربك أن يصلح حال هذا الكائن الغائب عن الوعي. ويعيده الى رشده، أن ينقذ من عميت بصيرته عن كل ما هو جميل مزهر بألوان المحبة والمصداقية، فسخر له طفلا في عمر الورد من حيث لم يحتسب، بريئا طاهر الروح والبدن وجعله معلما حازما لضعيف القلب المتخاذل ذاك، صاحب السطوة والعزة بالإثم…

…………
نريمان نزار محمد

Avatar

صحيفة نحو الشروق

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

Related Posts

سيماء رمي العقال والشماغ في الثقافة العربية القبلية بقلم فرج الحسين

سيماء رمي العِقال والشماغ في الثقافة العربية القَبَلية:للعقال وغطاء الرأس سواء كان شماغاً (يشمراً) أحمراً أو غترة بيضاء أهمية كبيرة في الثقافة العربية والموروث الشعبي العربي لأن اليشمر والعقال يحتلان…

سورية لا تخافي سلمان له وقفه

يا سعودي يا فخرنا، يا عِزنا ويا مجدنايا وهج صبحٍ سرى، ما غيرك بعيني سنا من سلالةْ من جدوده ما تخلّى عن وفافزعةٍ لا هبّت الدنيا، وقف ما قد جفا…

One thought on “خيط نور بقلم الاستاذة نريمان نزار محمد

اترك تعليقاً