حقيقة وليست نظريَّة بقلم الدكتورحسام الغزال

#حسام_الغزال✍️🪶

حقيقة وليست نظريَّة …
راحتك التي تشتهي أنت أن تلامس قلبك هي مقرونةٌ بهدفك ، فمن كانَ هدفُهُ النهائيّ دنيئاً ، أو دعني أستخدم للأدب معك لفظة “عاديَّاً” بدلاً من “دنيئاً” ، فهذا هو السرّ الذي يكمن وراء ضيقِ النفس الذي لا يكاد يفارقك ، فكل طموحاتك وأحلامك ومخططاتك المستقبلية لا يجب أن تكونَ هدفاً نهائيا ، بل دعها وسيلةً تُليِّنُ نفسك لفعل الهدف الأسما منها ، ذلك الهدف الذي لا يشبهه أي هدفٍ آخر ، فكلُّ ما يحققه الله لك من أي شيءٍ حلمتَ به ، يجبُ أن يفيدك في استحظار نعم الله عليك ، يستوجب عندها الشكر ، فلو قدَّم لك أحدهم كوباً من القهوة تستشعر أنَّه استوجب عليك الشكر ، أو اتصلت به وأنت في مكان وصار لك مندوبا في مكانٍ آخر في أي خدمةٍ تريدها أنت منه ، يستوجب عليك الشكر ، فهنا سنقول ونحنُ في قمة اليقين “بأنَّ النفوس جُبِلَت على حُبِّ من أحسنَ إليها” ، وهنا نقول أن الله سبحانه وتعالى لم يحسن إليك فقط ، بل كانَ له الفضلُ في كُلِّ تفصيلةٍ دقيقةٍ في حياتك ، أينما تقع عينك وأينما يحط فكرك ، في ذلك الموضع ستجد آلاء الله ونعمه عليك لا تعدُّ ولا تُحصى ، والضيق الذي يستوطن فؤادك هو نابعٌ من قلّة الشكر ، من الحماقة أن تعزو كلَّ نجاحاتك أو النعم التي تنهمل عليك ، إلى ما يمسى العزيمة أو الحظّ أو ما شابه ذلك ، والنفسُ التي جبلها الله على الشكر والحبُّ لا تقبل هذه الترّهات والحماقات ، كأن يأتيك كلَّ يومٍ شيء يسرُّك ، ولا تستذكر من تشكر وتنسى من أنعم عليك ، هنا سيضيق صدرك أكثر فأكثر ، وهكذا دوالَيك إلى أن ينقلب بك الحالُ أن يضيق صدرك ويستاء حالُك ، حينها ستتذكر مقولاتك الشهيرة “لماذا يا رب؟” ، “لماذا أنا تحديداً؟” ، “وماذا فعلتُ أنا كي أجني هذا؟” ، وتنسى كُلَّ نعمة نسيت فيها من تشكر ، لو وضع أحدهم إحدى صورك على قصته في فيسبوك ، لشاركت ذلك ووضعت له من الجمل ما يُقشعِرُ بدنه فخراً وحبّا ، وهنا في أجلِّ النعم وأجملها ، نسيت من صاحبُ الفضل عليك ، فكما سمعنا “احرص على الموت ، توهب لك الحياة” أقول لك “احرص على الآخرة وهدفك الأساسي من هذا الوجود ، والله حينها ستوهب لك الدُّنيا” عندما يعلم الله أنَّك عرفت مصدر كلَّ هذه النعم…
فقُل دائما “اللهمَّ لا تحرمني خيرك بقلّة شكري ، واجعلني اللهمَّ من الشاكرين”
سيزيدك الله ، ولا أقول لك بالمال أو ما شابه ، بل شيءٌ أجمل ، ألا وهو الطمأنينة التي لا تشترى بثمن ، والذين حاولوا الانتحار قد كان لهم مليارات الدولارات ولكن مع الأسف كانت هذه السكينة لا تُباعُ ولا تُشترى ، فالثمن هنا هو الشكر والامتنان وليس دائما يكون الثمن على هيئة أوراق نقديَّة

والسلام لقلبك

حسام الغزال🤎

المحرر الصحفي: بسام أحمد العبدالله

المحرر الصحفي: بسام أحمد العبدالله

بسام العبدالله بن احمد حاصل على الاجازة في كلية التربية قسم معلم صف ودبلوم تأهيل التربوي من جامعة دمشق لديه العديد من القصائد وحاصل على العديد من بطاقات الشرف والتقدير من العديد من المجلات العربيه وحاصل على جائزة جمعية الرواق الثقافية

Related Posts

سيماء رمي العقال والشماغ في الثقافة العربية القبلية بقلم فرج الحسين

سيماء رمي العِقال والشماغ في الثقافة العربية القَبَلية:للعقال وغطاء الرأس سواء كان شماغاً (يشمراً) أحمراً أو غترة بيضاء أهمية كبيرة في الثقافة العربية والموروث الشعبي العربي لأن اليشمر والعقال يحتلان…

سورية لا تخافي سلمان له وقفه

يا سعودي يا فخرنا، يا عِزنا ويا مجدنايا وهج صبحٍ سرى، ما غيرك بعيني سنا من سلالةْ من جدوده ما تخلّى عن وفافزعةٍ لا هبّت الدنيا، وقف ما قد جفا…

اترك تعليقاً