صحيفة نحو الشروق
*حرف تغريدي*
………..
أخاف من ثقل أنقض أكتافي
وليس لي سند وحضن دافئ
ونبض دمي يجهش من وريدي
كبوح لآذان… تعي تغريدي
أخاف من سور وأعراف
عليه الرّجال …….أوقاف
وركبان على ظهورالجياد
وءاذان بالقيام ……..ينادي
أخاف من نطقي وصدقي
ومسافة بين الغرب والشّرق
وسواد زخرف على الورق
وزيف تصفيق بالأيادي
أخاف من بهرجة الوهم
والظّنون……………
وضياع اللبّ في التّلوين
وجمال اللباس لأسيادي
ومكائد حسادي لقمرالرّشاد
أخاف من غضبي إن كتمت أنيني
غصبا عنه يختنق حرف هجيني
فتثور أفكار جنودي
لتاخذني من وحدتي وتجريدي
من أحلام غربتي وشرودي
الى حق اليقين…..الى الوصل والتّمكين
الى رضاه فيرضيني……
فيا روحي أرجوك هدهد بالوداد
لقد بعت له نفسي……
فتغيرت أذواق حسي
فذقت حلاوة إيماني
شربة من يدي معبودي
لن أخاف بعد اليوم
وعين البصير تراني
ولبّ بصيرتي بات يشتهيني
فلن أشتري بصحوتي نوما
لأذوب في واجب وجودي
فصمتك صوم يالساني
وترتيلك …..حمدا لمحمودي
…………………
أوشح آذان قوم…….
لقلوب تعي نشيدي
فإن وافقت منّي حسنى
شربتم ألحان عودي
ويثنى بالسّلب مركبي
تالفا ماضي جدودي
أنغام قصيدي……
ولا شؤم التّغاريد
فخذ لك من بياض ثوب
ودع عنك أشلاء سوادي
سترت ظهوري بعصري
لمّا الحبيب ناداني
ومشيت حاملا فخري
فأيّدني بحرف وجداني
بقول ليل ثقيل……
مزوّدا مخزون زادي
رأيت الشّمس نازلة
تستحمّ بين النّجوم
وبنات البدور تراقص
فرحا بقرب موعودي
ونهر إذ جرى بحبّ
يداعب ظهر وادٍ
وبحر يمزّمزّا
حروف طهر بإمدادي
سمّعتكم همس ليلي
بأنغام وارداتي
فان خفتم من ثقل حرف
ألبستكم أفراح عيدي
ذبحت لكم لحما طريّا
وما ادّخرت قدّيدي
فكلوا من حب ثريدي
وباركوا تغريد مولودي
………………………..
…………..ريحانيات
بقلمي الاديب المفكر والشاعر التونسي
الأستاذ *محمد نورالدين المبارك الريحاني*
المحرر الصحفي: أساهي فريد
