بعد مرور سنوات الحنين العجاف تساقط بضع من نبضي يمضي إليك يزف خبر استشهاد حروفي بعد سقوطها عن شرفة الغياب لترتل على روحها ماتيسر من آيات الخذلان وليعلن انتحاره على صخرة اسماعيلية قدم فيها دقات شغفي قربانا لك لأدخل فردوسك أنا وخمستي المبشرون حلمي..حنيني …خيبتي… قلمي …حرفي الذي لايغسل يديه منك كلما تلطخ ببوحي الذي حلق بك في سماء خيالاتي …حرفي الذي لايعلن هزيمته بعد معاركه ضد كل لحظة تخلو من طيفك ..بعد حربه الهوجاء ضد زهايمر وعودك بعد أن لاحها سفعة نسيان ..فخرج منها حيا منهكا يمسح جبينه بمنديل شغف مصفى ويرتوي من قطرة ندى حب كنت قد أسقطها سهوا في بستان عيني ..فأينع زهور قوس قزح زرعته مدارا على حدود رئتيك أحتمي به يطوقني فأصبح نجمة تثور وتخبو بهدوء تلملم أحرفك التائهة عند مطلع كل قصيدة حلم لاتتقبل تأويلا إلاك ولاتسّبح حروفها إلا بملكوتك ..
حرفي الذي يبتر أوصال تحفظاتي كلما اقتربت من حدود ابتسامتك ويزعزع خطى خيالاتي كلما اقتربت من حجة يقيني التي انتظرها لتبصر النور وتخرج حية ترزق من رحم قلبك لتتقفى أوتار نبضك بعد أن أهمس لك أغنية شجني الحارق المزينة بنجوم ملونة أقطفها من شجرة الأمل التي غرستها مذ أن ضفرت بذراعيك خصر وعدك الأول علها توقظ خريف قلبك فيزهر الربيع وأرسم لوحات لزهر يسكب الندى من سماء ابتسامتك ليرتطم بجفاف الحبل السري لجنين أحلامي فيرقص السحر في دوائر صمتك ..ويغفو القمر في حضن بوحك..تخرج فراشات من شرانق الذعر ..تتراقص أمام ناظرينا ..وترتشف من العشر سماوات الشداد القابعة في يديك لتغسل برحقيها كل ما مر بقلبي من تيه عندما التقي بروحك عليها السلام …فأرغمك حينئذ أن تستل سيفك وتجرده من غمده وتطعن الأحلام…
فعندما يتحقق الخيال ..تُقتل الأحلام …